هاشم بن القاسم راوية مقامات السيوطي.. عجز السيوطي عن مجاراة كتاب المقامات في ذكر الراوية والبطل

هاشم بن القاسم راوية مقامات السيوطي:

يأتي "السيوطي" ويحدث تغييرًا جذريًّا في فن المقامات المشرقية.
وقد سمّى راويته "هاشم بن القاسم" الذي ظهر في مقامات أربعة فقط من مجموع مقاماته، وهي: "المقامة الأسيوطية"، و"المقامة المصرية"، و"المقامة المكية"، و"المقامة الجيزية".

عجز السيوطي عن مجاراة كتاب المقامات في ذكر الراوية والبطل:

وقد فسر بعض الباحثين ذلك بعجز "السيوطي" عن مجاراة كتاب المقامات في ذكر الراوية والبطل.
ويقول "محمد رشدي حسن": (وحينما اختار "السيوطي" بطلاً وراوية لم يستطع أن يجاري في هذا الفن من سبقه من المقاميّين، والدليل على ذلك أنه لم يجعل شخصيتي البطل والراوي مطّردتين في كل مقاماته).

وهذا حكم قاس لا يقوم عليه دليل إذا عرفنا أن "السيوطي" قد ألف المقامات الأربع السابقة، وهو في العشرين من عمره، لأن من كان يمتلك هذه المقدرة في هذا السن، قادر على مجاراة من سبقوه، وكيف لو أضيف إلى هذه المقدرة تبحّره بالعلوم اللغوية والعربية والإسلامية؟

ابتعاد الراوي عن أحداث المقامة:

ثم من قال بأن المقدرة في تأليف المقامات في سرد الراوي والبطل في كل مقامة؟ فقد أسند "بديع الزمان الهمذاني" الرواية إلى "أبي إسحاق الصيمري" في "المقامة الصيمرية"، كما سبق، وأسند أعمال البطل إلى أشخاص آخرين.

ولعل "السيوطي" عنى بـ"هاشم بن القاسم" نفسه، لأنه يظهر لنا الراوي بعيدًا عن كل ما يجر إلى خوارم المروءة.

ففي "المقامة الأسيوطية" يشاهد الراوي مناظرة علمية في المسائل النحوية، ويحضر المصلى، ويستمع إلى خطبة العيد في "المقامة المصرية"، ويجاور البيت الحرام في "المقامة المكية".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال