الاسلوب المتبع في ادارة ومعالجة النفايات الطبية الخطرة (المخلفات الطبية الخطرة)

الاسلوب المتبع في ادارة ومعالجة النفايات الطبية الخطرة (المخلفات الطبية الخطرة)، الناتجة من الرعاية الطبية والتشخيص والمعالجة في مستشفى دسلدورف الجامعي يتم على ثلاث محاور رئيسة:

- المحور الاول:
يدور حول ادارة عمليات الفصل الجمع والنقل والخزن المؤقت للنفايات الطبية الخطرة داخل المستشفى، وبما ان عدد المراكز والاقسام والمختبرات الطبية ومختبرات البحوث كثيرة ومتعددة، وان عدد الاسرة تصل الى اكثر من (1100) سرير، وهذا يعني ان العدد الكبير من المرضى والراقدين والزائرين، بحاجة ماسة الى العناية والتشخيص والمعالجة الصحية الازمة، وبطبيعة الحال فأن حجم وكمية النفايات الطبية الناتجة مما ذكر اعلاها يكون كثيرة.

وبحسب الاحصاءات الموثقة من قبل قسم حماية البيئة المسؤولة عن ادارة جمع ونقل وخزن تلك النفايات الطبية تشير الى اكثر من (7272) كيلوغرام من النفايات الطبية الخطرة،  المنتجة في المراكز والاقسام المختلفة في السنة الواحدة.

أي أن نصيب السرير الواحد من تلك النفايات المذكور اعلاه  هي (610,6) كيلوغرام في السنة الواحدة, وبحدود (550 ,0) كيلوغرام لكل سرير في الشهر الواحد، اي تصل بحدود (018 ,0) كيلوغرام للسرير الواحد يوميا.

وفي حالة مقارنة ذالك مع الكثير من المستشفيات من خلال البحوث والدراسات تثبت ان النفايات الطبية الناتجة من مستشفى دسلدورف الجامعي قليلة جدا مقارنة مع مستشفيات كثير من الدول العربية وعلى سبيل المثال مستشفيات العراق، وليبيا ومنها مستشفيات بنغازي على وجه الخصوص تنتج ما مقداره حوالي (4303) كغم من المخلفات يوميا.

والمملكة العربية السعودية، وفلسطين ومنها مستشفيات الضفة الغربية وقطاع غزة تنتج ما مجموعها (3,694) طن من النفايات الطبية  في الشهر الواحد حسب المصدر وغيرها من الدول العربية ، وكذالك مستشفيات بعض الدول الافريقية وغيرها.

والاسباب الحقيقية وراء ذالك كثيره، ومنها النظم الادارية السائدة في الدول المذكور اعلاه، حيث ان ادارة المستشفيات ضعيفة من حيث  ادارة عمليات الفصل والجمع والنقل والخزن للنفايات الخطرة، اضافة الى غياب نظام الادارة البيئية للنفايات الطبية الخطرة، وعدم وجود قوانين الانظمة البيئية المتعلقة بالنفايات الخطرة، وكذالك ضعف التوعية البيئية والثقافة الصحية، وهذا ينعكس بدوره على واضعي السياسة في تلك الدول.

إذا الفجوة واسعة والمقارنة كبيرة بين نظام الادارة المتبعة في مستشفى دسلدورف الجامعي ومستشفيات الدول المذكور. حيث ان ادارة  مستشفى دسلدورف الجامعي تعمل ضمن ادارة بيئية متكاملة للنفايات الطبية وان المهام الادارية والوظيفية والفنية والمهنية والخدمية والبيئية والصحية والمالية وغيرها .منظمة ومخططة لها بشكل دقيق لكل المراكز والاقسام.

وعليه فأن النفايات الطبية الخطرة بأنواعها المختلفة والمنتجة من الاقسام والمراكز المتنوعة قد تم تصنيفها بشكل قوائم وتحت ارقام مفاتيح لكل نوع وبحسب الخواص الكيميائية والفيزيائية والبايولوجية لكل نوع على انفراد.

وتشرف على ادارة عمليات الجمع والنقل والخزن لهذه النفايات قسم حماية البيئة داخل المستشفى، ونتيجة عملية التصنيف والترقيم لمفا تيح النفايات الخطرة يسهل عملية الفصل والفرز للنفايات الناتجة من  الاقسام والمراكز المختلفة وهذا من شأنه ان يقلل من حجم وكمية النفايات الطبية الخطرة الناتجة وكذالك يقلل من المخاطر البيئية والمخاطر الصحية من جهة ثانية.

كما ان عمليات الجمع والنقل والخزن يتم وفق جدول زمني مخطط له ووفق مقتضيات الحاجة، وان عملية الفصل والجمع والخزن تم الاعداد لها من قبل قسم حماية البيئة من حيث توفير وتوزيع الحاويات الخاصة وبحسب الاحجام والكميات الازمة والالوان المطلوبة بيئيا لكل نوع من انواع  تلك النفايات  اضافة الى الاتصال المباشر ما بين الا قسام والمراكز  المنتجة وبين قسم حماية البيئة لجمع ونقل وخزن تلك النفايات عند الامتلاء في نقطة الخزن المؤقتة لحين نقلها.

ومن مقومات نجاح ادارة  مستشفى دسلدورف الجامعي عن غيرها من مستشفيات الدول المذكور، وهي عملية الخزن المؤقت لتلك  النفايات والتي تمتاز بها غرفة الخزن داخل مستشفى دسلدورف من جميع النواحي الصحية من حيث التهوية والانارة والنظافة والتنظيم والرقابة والسيطرة والمتابعة المستمرة للاجهزةوالمعدات وقياس درجات الحرارة المطلوبة والفترات الزمنية المخططة لها لبقاء تلك النفايات وبحسب ارقام مفاتيح لكل نوع منها والدرجات الحرارة المطلوبة لذالك كما هو واضح ان الدرجات الحرارية اللازمة تترواح مابين (+8) -  (+ 15) درجة مئوية.

ولكن في نفس الوقت هنالك قسم من النفايات الخطرة وتحت ارقام معينة لا يجوز الخزن مطلقا يجب ان تنقل فورا الى المعالجة النهائية (عمليات الحرق).

كما تمتاز ايضا الجدران الداخلية لغرفة الخزن المؤقت بأنها مغطاة بمادة بلاستيكية ملساء جدا وذلك لعدم تمكن الجراثيم الالتصاق بها، كما ان باب غرفة الخزن مصنوع بدرجة قوية جدا وفي حالة الغلق لايمكن دخول الهواء الى داخل الغرفة.

كما اشارت دراسة الحالة ان من مقومات نجاح الادارة البيئية في مستشفى دسلدورف ومقارنتها  مع غيرها من المستشفيات المذكور اعلاها، هو ان عملية تسلم واستلام  لتلك  النفايات المنتجة من قبل المراكز والاقسام المختلفة وبين قسم حماية البيئة لا يتم الا برفقة كافة الوثائق والمعلومات المدرجة في استمارات خاصة وموقعة بين الطرفين، وهذا مؤشر ايجابي لنظام الادارة البيئية للنفايات الطبية الخطرة لمستشفى دسلدورف الجامعي وعمليات حفظ الوثائق والمعلومات والسجلات  الخاصة بالنفايات الطبية جزء لا يتجزء من  نظام الادارة البيئية داخل مستشفى دسلدورف.

وهذه العملية اي الاحتفاظ بالسجلات والوثائق المتعلقة بالنفايات الطبية نادرأو ربما لاتوجد في ادارة مستشفيات الدول المذكورة اعلاه.

كما ان نقل النفايات الخطرة المخزونة بشكل مؤقت يتم برفقة  استمارات خاصة كما في الملحق رقم (1) لكل نوع من انواع النفايات وموقعة بين قسم حماية البيئة وبين السائق المسؤول عن نقل تلك النفايات الخطرة من قبل الشركة المتعاقدة مع مستشفى دسلدورف لغرض المعالجة النهائية، وكما ان عملية النقل تتم في سيارات اومركبات مكيفة تفصل وتمنع  السائق من الاحتكاك بتلك ا لنفايات الخطرة.

كما ان السائق مزود بكافة المتطلبات الوقائية اللازمة في حالة حدوث اية طوارئ، وهذه العملية لنقل النفايات الطبية وبهذه المواصفات المذكورة اعلاها، ومن خلال الدراسات والبحوث ذات العلاقة بالنفايات الطبية لا توجد شئ من هذا القبيل في اكثر مستشفيات الدول المذكورة اعلاه، وان معظم عمليات النقل لتلك النفايات يتم في مركبات مكشوفة ومخلوطة في اكثر الاحيان مع النفايات البلدية ومن دون اهمية يذكر للسجلات والوثا ئق والمعلومات عن نوع النفايات ومدى خطورته على البيئة والصحة العامة.

كما يجب الذكر هنا ان عملية النقل  للنفايات الخطرة، لا يتم  الا بأتفاق وتوقيع عقود بين مستشفى دسلدورف الجامعي وبين اية شركة كان يعمل في مجال المعالجة النهائية للنفايات الخطرة (عمليات الحرق)، والشركات كثيرة في هذا المجا ل وتعمل جميع شركات المعالجة النهائية بموجب القوانين والانظمة البيئية المتعلقة بدولهم.

وهذا غير موجود في اكثر مستشفيات الدول العربية وان وجدت تعمل بدون رقابة وغير خاضعة لأية قوانين او انظمة بيئية على الاطلاق وهذا الحال يرثى له نتيجة التلوث التي يلحق بالبيئة والصحة العامة للاسف الشديد.

- المحور الثاني:
يدور المناقشة حول المعالجة النهائية للنفايات الخطرة في احدى شركات المعالجة النهائية (عمليات الحرق). وهي شركة كورينتا الواقعة في مدينة ليفركوزن، تعتبر من الشركات المتطورة والبارزة والمعروفة في جميع اوربا ولها سمعة طيبة في هذا المجال.

وتعمل هذه الشركة كغيرها من الشركات الاخرى، ضمن القوانين والانظمة البيئية المتعلقة بألانبعاثات الغازية. تستقبل هذه الشركة يوميا مئات بل آلآف الاطنان من النفايات الخطرة من  شركات ومعامل ومستشفيات  مختلفة و من دول اوربية ومقاطعات الما نية لغرض معالجتها النهائية.

ان ادارة عمليات المعالجة النهائية يتم على مراحل ضمن هذه المراحل هو استقبال النفايات في نقطة التجميع المركزية في وحدة المعالجة النهائية وهي عبارة عن خمس مواقع يتم فيها استلام النفايات الخطرة وهذه المواقع  محفورة ومبنية من السمنت وبعمق (9)  امتار وبعرض (3-4) امتارتحت الارض، وفي هذا الموقع يتم اعادة تصنيف للنفابات الخطرة حسب الخواص الكيميائية والفيزيائية لبعض ا لمواد الصلبة والسائلة وشبه السائله والصلبة لكل على انفراد.

ويتم هذا بواسطة آلة ميكانيكية تشبه اليد ، ترفع وتنقل هذه النفايات الى داخل الفرن الدوار، كيف يتم عملية الحرق، وماهي المراحل التي تمر بها تلك النفايات، تبدأ عملية الأكسدة للنفايات الخطرة داخل الفرن الدوار في درجات الحرارة العالية (1000 – 1200) درجة مؤية، تنصهر المواد الكيميائية العضوية الخطرة في هذه الدرجة وتتحول الى مواد ومركبات كيميائية لاعضوية غير خطرة واملاح وبخار الماء وغازات، حيث تصعد الغازات وبخار الماء الى الاعلى وتسقط ببطء النفايات المنصهرة مع الدوران البطيئ للاسطوانة الداخلية للفرن الدوار الى اسفل الفرن حيث توجد حوض من الماء البارد وعند سقوط النفايات المنصهرة في الماء البارد يتصلب ويرفع من الماء بواسطة حزام معدني متحرك ويسقطها على حاوية معدنية في الخارج، الاسطوانة الداخلية للفرن الدوار موضوع بشكل مائل لكي يساعد على جريان النفايات المنصهرة وببطئ ومن ثم سقوطها في حوض الماء البارد اسفلها، ودرجة ميلانه تصل الى (57, 1) درجة عن الافق اي بحدود (3 %)، كما تبلغ عدد دورات الاسطوانة الداخلية للفرن الدوار من  (5 ,0 -  3) دورة في الدقيقة الواحدة، عملية الدوران هذه يعتمد على نوع النفاية وخواصها الكيميائية.

يمكن للفرن الدوار ان تعالج حراريا مايقارب  (80) طنا من النفايات الخطرة يوميا، اي يمكن ان يحدث نتيجة عملية الاكسدة للطن الواحد من النفايات الخطرة داخل الفرن الدوار الى تكوين (10 – 15%) نفايات صلبة تشبه الأسفلت و (85 – 90 %) غازات منبعثة واتربة وشوائب عالقة.

كما تتأثر الاسطوانة الداخلية بمرور الزمن بسبب الدرجات الحرارية العالية و التفاعلات الكيميائية كتفاعلات الأكسدة وقد يحدث عمليات  تآكل، ولذا فلابد من عمليات الصيانة والادامة و تحديث لبعض المعدات والاجهزة والمضخات والفلاتر وغيرها مستقبلا، اضافة الى نظافة الجدران الداخلية لازالة بقايا المواد المتراكمة  خلال فترات الاستراحة السنوية التي تصل الى (4) اسابيع فقط.

اما الغازات المنبعثة وبخارالماء المتصاعد الى الغرفة الثانوية حيث تصل درجات الحرارة الى (1000) درجة مؤية ولا يجوز ان تنزل الدرجات الحرارية الى دون (1000) درجة مؤية وذالك لكي تتصاعد الابخرة والغازات الساخنة الى الاعلى.

وقد يحدث احيانا ارتفاع قليل لدرجات الحرارة عن المخصص بموجب القوانين البيئية ولفترة قليلة جدا تصل (2) ثانية فقط  لكي يساعد على ارتفاع درجة حرارة الغرفة الثانوية وتصاعد الابخرة والغازات الناتجة ونقلها الى اسطوانة البخار تحت ضغط (41) بار ودرجة حرارة (350 – 380) درجة مئوية، كما يمكن الحصول على (70) طن من البخار المكثف في كل ساعة وتحت ضغط  (36) بار.

ويمكن الاستفادة من الطاقة البخارية الناتجة من عمليات الحرق في درجات الحرارة مابين (1000 – 1200) درجة مؤية، لاغراض الانارة والتدفئة وتشغيل المعدات والمكائن والاجهزة في الوحدات الثلاثة اي وحدة المعالجة النهائية وحدة الدفن ووحدة تصفية معالجة المياه .

اما  الغازات المنبعثة والشوائب العالقة فهي بحاجة الى عمليات غسل وتنقية وتنظيف بموجب القوانين والانظمة البيئية ومنها القانون رقم (17) المتعلقة بالغازات المنبعثة لالمانيا الاتحادية، احيانا  تحاول اجهزة الرقابة والسيطرة التابعة لوحدة المعالجة النهائية ان تخفض قليلا من نسب الغازات المنبعثة عن النسب والقياسات المسموحة لها بيئيا، وذالك لبقاء كرصيد احتياطي (قوة احتياطية) لشركة كورينتا للمعالجة النهائية، في حالة حدوث زيادة للغازات المنبعثة يمكن الرجوع الى الرصيد او القوة الاحتياطية لسد الخلل وتلافي  مقدار الزيادة في الانبعاثات الغازية.

اما بالنسبة لعملية التنظيف والغسل والتنقية للغازات المنبعثة فهي ضرورية جدا، وهذه العملية تمر بعدة مراحل ومنها مرحلة Ash remover تحتاج الغازات المنبعثة في هذه المرحلة الى عملية الغسل والتنقية بوجود الماء التي ترش من الاعلى وتحت فولتية ثابتة من الكهرباء بحيث يتشبع الغازات المنبعثة بالماء في درجات حرارية  تصل الى (70  - 80) درجة مئوية، اي بمعنى تبريد الغازات المنبعثة وقسم من الغبار والدقائق العالقة وتتكون بعض المركبات الحامضية نتيجة عمليات الغسل.

ثم يستمر عبور هذه الغازات وما معها من المركبات والسوائل عن طريق انابيب الى جهاز الطرد المركزي الكهربائي، وفيها يتم دفع المواد السائلة والحوامض والغبار الى الأعلى وفيها يتكون طبقات كثيفة شبه سائلة تحتوي على الغازات والذي يتفاعل بدوره مع الماء النظيف، ونتيجة هذا التفاعل يتم غسل جيد للغازات المنبعثة مع بعض دقائق الغبار و المحتوية على بعض الحموضة.

وتستمر هذه الغازات بالعبور في طريقها لتأتي المرحلة الاخرى من عمليات الغسل والتنقية في هذه المرحلة يتم غسل الغازات المنبعثة ودقائق من الغبار والمحتوية على بعض الحموضة  بمواد قاعدية او قلوية ونتيجة الغسل يحدث تفاعل بين الغازات المنبعثة وبين المواد القلوية او القواعد يتكون العديد من الغازات منها اكاسيد الكبريت وتكون بعض المواد المتعادلة كيميائية ويتم ايضا غسل دقائق الغبار بشكل افضل من الغازات المنبعثة.

وتستمر عملية عبور الغازات المنبعثة بنفس الاتجاه لتأتي مرحلة تكثيف الغازات وتنقيتها عن طريق المرشحات الكهربائية، وفي هذه المرحلة يتم عبور الغازات المنبعثة الى اعمدة المرشحات حيث يوجد في وسط هذه الاعمدة تيار كهربائي قوي مما يؤدي الى التصاق دقائق الغبار على الاعمدة لكون الجزئ الخارجى من هذه الاعمدة باردا مما يسهل تكثيف هذه الدقائق من الغبار مع بخار الماء، ومن ثم يقوم المكثف بغسل دقائق الغبار والمواد المالحة من هذه الاعمدة.

وبعد مرحلة التكثيف يتم سحب الغازات المنبعثة الناتجة من هذه المراحل وتضاف اليها عوامل محفزة او منشطة من أكاسيد النيتروجين للاسراع في التفاعلات الكيميائية التي يؤدي الى تنظيف وتنقية الغازات المنبعثة، والقيام بعملية اختزال نسبة انبعاث الغازات الخطرة، واختزال شبه كلي لغاز الديوكسين وغاز الفيوران هذه الخطوة من التفاعلات الاختزالية للغازات المنبعثة، تسمى التفاعلات الحرارية والتي تصل درجة الحرارة فيها الى ( 300) درجة ئوية، وبعدها تضاف اليها محلول الامونيوم، وبعد هذه المراحل والخطوات تخرج الغازات المنبعثة عبر  المدخنة الى طبقة الغلاف الجوي (Troposphere) بشكل نظيف وبنسب اقل مما هو منصوص ضمن القياسات والنسب المؤية المسموحة بيئيا و ضمن القوانين والانظمة البيئية المذكورة اعلاها لالمانيا الاتحادية والمتعلقة بالانبعاثات الغازية.

والغازات المنبعثة و دقائق الغبار والاتربة المصاحبة والنسب المؤية القياسية المسموحة لكل منها  ضمن القوانين البيئية، وهي كمايلى: أكاسيد النيتروجين (200) ملغرام لكل  ميترمكعب،  ثاني  اوكسيد الكبريت (50) ملغرام لكل  ميترمكعب، غاز كلوريد الهيدروجين (10) ملغرام لكل ميترمكعب، أكاسيد الكاربون (50) ملغرام لكل ميترمكعب، غبار الكاربون العضوي (50) ملغرام لكل  ميترمكعب ، دقائق من الزئبق العالق (03 , 0) ملغرام لكل  ميترمكعب، الغبار والاتربة (10) ملغرام لكل ميترمكعب.

هذه القياسات والنسب اعلاه للغازات المنبعثة والشوائب العالقة المصاحبة لها لم يتم تجاوزها مطلقا من العام (1995 – 2008) وبحسب مدير التخطيط بوحدة المعالجة النهائية (عمليات الحرق) للنفايات الخطرة المعالجة وبحسب المنحنى  رقم  (2) وتحت المصدر، اما المواد المالحة والقواعد والماء المستعملة في عمليات الغسل والتنظيف وتصفية الغازات المنبعثة تذهب مباشرة عبر انابيب متصلة مع وحدة تصفية معالجة المياه القريبة منها لغرض معالجتها واستخدامها لأغراض اخرى غير الشرب.

- المحور الثالث:
المناقشة يدور حول كيفية ادارة عمليات الدفن للنفايات الناتجة  بعد عمليات الحرق ، تعتبر ادارة المدافن جزء مكمل لادارة وعمليات الحرق للنفايات الخطرة ، و ان بناء وتصميم المدفن يتم ضمن الانظمة والقوانين البيئية وتحت شروط  ومعايير هندسية  وجيولوجية للموقع المختار من حيث قياس عمق الطبقات الارضية واجراءات المسح الجيولوجي وتحديد موقع خزانات المياه الجوفية واتجاه المياه السطحية وانحدارات الطبقات الارضية السطحية، اضافة الى الموافقات الرسمية من قبل الجهات المعنية بهذا الصدد.

تمر عملية البناء للمدفن بعدة مراحل واهم مرحلة هو بناء قاعدة قوية تتكون من عدة مواد وبمواصفات قيا سية معينة لكل منها كالمواد المعدنية والرمال والمواد البلاستيكية والحصى والاحجاروالانقاض كحد فاصل بين خزانات المياه الجوفية بحيث تمنع دخول وخروج المياه منه وتعمل بشكل نشط وفعال لمقاومة البكتريا والتربة الكيميائية والفطريات.

وبعدها المرحلة الثانية والتي هي عبارة عن طبقة او غطاء بينية وبمواصفات قياسية معينة يتكون من حبيبات ترابية ومواد بلاستيكية وشبكة كثيفة من الالياف الصوفية المتشابكة مع بعضها البعض ومن التربة النباتية الممزوجة او الملتصقة مع البازلت ومن وظائف هذا الغطاء هو حماية النفايات المعالجة اثناء الدفن وكذالك تجميع وتصريف مياه الامطار والثلوج عن طريق انا بيب الى وحدة تصفية ومعالجة المياه، كما تقاوم البكتريا والتربة الكيميائية.
وتأتي بعدها المرحلة الثالثة والاخيرة، وهي الغطاء السطحي النهائي.

تم تصميم وبناء هذه الطبقة او الغطاء ضمن قياسات وحسابات طويلة الاجل ومن مواد كثيرة ايضا، ومنها تربة طينية رقيقة كالرمل ومن مواد معدنية وبلاستيكية، وكذالك  من الاحجار الصغيرة، ومن وظائف هذه الطبقة او الغطاء النهائي الدائمي هو حماية النفايات المعالجة ومنع دخول المياه او الاتصال بالنفايات المعالجة والمدفونة في هذا المدفن.

اضافة الى القيام بعمليات الرصد والمراقبة والفحوصات اليومية للمياه الجوفية والسطحيةواخذ العينات المطلوبة لاغراض الفحص وتسجيلها في سجلات خاصة والاحتفاظ بكافة الوثائق والمعلومات المتعلقة بنوع وخواص النفايات التي تم دفنها في هذا المدفن، اي بمعنى ان عمليات الدفن والمعالجة النهائية لتلك النفايات  بعد عمليات الحرق تم بموجب القوانين والانظمة البيئية المرعية للدولة بشكل آمن وسليم دون تأثير يذكر لا على البيئة ولا على الصحة العامة.

كما ظهر من خلال المنحنى البياني رقم (3) لشركة كورينتا للمعالجة النهائية للنفايات ان الانتاج الكلي اي حجم العمل قد ازداد بمقدار(40 %) بينما  انخفض حجم ونسبةالغازات المنبعثة الاخرى من (70 – 90 %) اعتبارا من سنة 1990 -  2006 م، وذالك بسبب حداثة التكنولوجيا  المتعلقة بالبيئة وبحسب المصدر.

كما تستند مناقشتي هذا على الزيارات الميدانية العديدة الى مواقع العمل واللقاء المباشر مع المعنين في مجال ادارة النفايات الطبية الخطرة  والاقسام والمراكز المنتجة للنفايات الطبية وادارة قسم حماية البيئة بأعتبارها المسؤول المباشر لتلك النفايات داخل المستشفى  والاتصال معهم عبر الانترنيت اضافة الى اللقاء مع المسؤولين في وحدة المعالجة النهائية ووحدة الدفن لتلك النفايات في موقع العمل من خلال الزيارات الميدانية المتكررة والاتصال معهم عبر الانترنيت، ومن خلال توجيه الكثير من الاسئلة الى المعنين في هذا المجال وتدوين الاجابات والملاحظات والمعلومات حول ما يتعلق بموضوع دراسة الحالة، اضافة الى مطالعة الكثير من مصادر الدراسات النظرية عن النفايات الطبية والخطرة، وكل ما ذكر اعلاها، بأعتقادي يعزز مناقشتي وافكاري وطروحاتي حول مقومات نجاح ادارة  النفايات الطبية الخطرة وطربقة المعالجة النهائية وعمليات الدفن لتلك النفايات المعالجة بطريقة  آمنة للبيئة والصحة العامة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال