كانت (الفكرة) والعقيدة هي أساس الدعوة الإسلامية، فأقبل عليها من وهبهم الله الذكاء وتوقد البصيرة، وآمن بها (أولو الألباب) الذين ترقي عقولهم إلي تذوق الأفكار، وترقي نفوسهم فوق التلهي بالحاجات اليومية الصغيرة التي تدور حول الغذاء والكساء والمأوي!! وحين نجحت الدعوة الإسلامية في إقامة الدولة، كانت هذه الدولة هي دولة (الفكرة) وتولي قيادتها (أولي الألباب) و (الفقهاء) الذين أحسنوا استعمال قدرات الأمة ودفعوا بها إلي التمكين والنصر، فأصبحت هي أمة الريادة البشرية التي بسطت جناح رحمتها علي المجتمع البشري كله.
وهكذا هي كل أمة يتولي زمام أمورها (فقهاء) يفقهون قوانين بناء المجتمعات ويحسنون تطبيق هذه القوانين، فتتقدم أممهم وتنتصر "أمّا الأمة التي يتولي زمام أمورها (فقهاء) يفقهون قوانين بناء المجتمعات ويحسنون تطبيق هذه القوانين، فتتقدم أممهم وتنتصر " أمّا الأمة التي يتولي زمام أمورها (خطباء) يحسنون التلاعب بالمشاعر والعواطف، فإنها تظل تتلهي (بالأماني) التي يحركها هؤلاء الخطباء، حتي إذا جابهت التحديات لم يفقهوا ما يصنعون، وآل أمرهم إلي الفشل وأحلوا قومهم دار البوار."(1)
ولأن القيادة في الأمة بهذا القدر من الأهمية فإن الإسلام يضع لها مواصفات خاصة وشروطاً دقيقة، لكي يضمن سير الأمة في الطريق الصحيح، ويحول دون تصادم وتناقض الأفكار والنشاطات في المجتمع مما يخلق العقبات أمام تقدم المجتمع، ويؤدي به إلي التخلف.
ولو نظرنا إلي الأمة الإسلامية اليوم لوجدناها تعاني من التخلف الشامل، وتزحف وراء غبار الركب البشري مع الزاحفين المنقطعين !! رغم رسالتها الإلهية العظيمة وما حباها الله عز وجل من موارد هائلة وإمكانات عظيمة، رغم كل ذلك فهي فريسة الأمراض المادية والمعنوية من الداخل، وفريسة الغزوات من الخارج ؟!
ولاشك أنه في مقدمة الأسباب التي أدت بالأمة إلي هذا الواقع الأليم، أن الذين يتولّون أمور الأمة (خطباء) لا فكرة لديهم إلا الاستبداد والسيطرة بالقوة، ولا يملكون روابط إلا روابط العصبية والحمية الجاهلية، ولا (فقه) لديهم لتقدير المواقف التي تمر بها الأمة، واستعمال قدراتها لمواجهة تلك المواقف!!
وهم لا يملكون عند سماع نذير الصراع مع أعداء الأمة، إلا التشنج وإلقاء ( الخطب )، مقلّدين في ذلك إمامهم الأول أبا جهل الذي لم يفعل شيئاً حين سمع نذير المعركة مع المسلمين في بدر، إلا "التشنج وإلقاء ( خطبته) النارية التي قال فيها: والله لا نرجع حتي نرد بدراً، فنشرب الخمر، وتغنينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرتنا فلا يزالون يهابوننا أبداً !!"(1).
وكما فعل أبو جهل، فعل ورثته من ( الخطباء ) ورأينا أحدهم حينما انطلق نذير الصراع في احدي معارك الأمة، يطبق ارتجالية أبي جهل، ويلقي (خطبة) نارية يقول فيها : والله لا نرجع حتي ندخل تل أبيب، وتغنينا أم كلثوم، ونهزم إسرائيل ومن وراء إسرائيل!!
إن هؤلاء (الخطباء) لا يفقهون "أن قوة المجتمعات إنما يحققها تكامل (الفكرة والسياسة)، وتلاحم جهود الممثلين لكل منها طبقاً لقاعدة معينة خلاصتها أن السياسة تدور في فلك الفكر وانه حين تنعكس هذه القاعدة تبدأ الحضارات في التخلف، والمجتمعات في الضعف حتي تؤول إلي الانحطاط والانهيار"(2).
ولأنهم لا يفقهون هذا القانون من قوانين بناء المجتمعات، فهم علي قطيعة دائمة مع رجال الفكر، بل إن هذه القطيعة قد ترتفع إلي درجة الصدام وتحطيم الرؤوس المُفَكّرة، حتي إذا إنفرد رجال السياسة في معارك التحديات مضوا مكبين علي وجوههم ـ إلا من حداء المنافقين من الإعلاميين والصحفيين ـ ووقعوا ضحية الارتجال والجهل والهوى وآل أمرهم إلي الحبوط والفشل الذريع .
إن حاجة رجال السياسة إلي رجال الفكر حاجة شديدة وماسة، لأن الفكر هو الذي يمد القيادة السياسية بالسداد وحسن التدبير، ولذلك فإن الانشقاق بين رجال الفكر ورجال السياسة هو في حقيقته تدمير للقيادة الحكيمة في المجتمع، وتركه فريسة للأهواء والجهالة والارتجال .
ومن هنا فإن الأصول السياسية الإسلامية تؤكد أن "(ولي الأمر) الذين قرن القرآن طاعتهم بطاعة الله والرسول هم: العلماء والأمراء، وليسوا الأمراء أو الحكام وحدهم .. بل إن ابن تيمية بعد أن يقدم عرضاً مطولاً لتفاسير علماء الصحابة لمعني (أولي الأمر) يؤكد أن رأي الأكثرية هو أنهم العلماء وحدهم . وأن العلاقة بين رجال الفكر ورجال السياسة يضبطها قول الله عز وجل: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} ـ الحديد25 ـ.. فقوام الدين بكتاب يهدي، وسيف ينصر{وكفي بربك هادياً ونصيراً} الفرقان 31.
ودين الإسلام : أن يكون السيف تابعاً للكتاب، فإذا ظهر العلم بالكتاب والسنة، وكان السيف تابعاً لذلك، كان أمر الإسلام قائماً.. وأمّا إذا كان العلم بالكتاب فيه تقصير، وكان السيف تارة يوافق الكتاب، وتارة يخالفه، كان دين من هو كذلك بحسب ذلك ...
ولقد كان عصر النبوة والخلافة الراشدة تطبيقاً للمعادلة القرآنية بين رجال الفكر، ورجال القوة . فقد كان (فقهاء الرسالة) يتصدون مواقع الإمامة في الأمة ابتداء من إمامة الصلاة، حتي إمامة المجتمع كله.... وكان النبي صلي الله عليه وسلم دائم التحذير من اختلال المعادلة بين رجال العلم، ورجال القوة، ومن خطورة هذا الاختلال علي مستقبل الأمة المسلمة، ومن ذلك قوله: "خذوا العطاء مادام عطاء فإذا صار رشوة في الدين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه، يمنعكم الفقر والحاجة. ألا إن رحى الإسلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم مالا يقضون لكم، إن عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم". قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: "كما صنع أصحاب عيسي ابن مريم، نشروا بالمناشر، وحملوا علي الخشب . موت في طاعة الله، خير من حياة في معصية الله" (1).
ولاشك أنه من الموضوعية أن نقول إن اختلال المعادلة بين رجال الفكر، ورجال القوة في الأمة الإسلامية، لا يقتصر علي الدول وإنما يشمل أيضاً ( بعض ) الحركات والتجمعات الإسلامية " فهذه أيضاً تفترض العلم والحكمة والقدرة علي التنفيذ في أصحاب القوة والثروة والمكانة الاجتماعية من أعضائها، في الوقت الذي تفتقر إلي المؤسسات المتخصصة بالفكر والبحث العلمي، فالفكر في أوساطها قضية ونفقاته الخاصة حتي إذا نضج فكره وشاع، استثمرت أفكاره لكسب مزيد من التأييد والانتشار "(2) . وحيث ينتهي أمر المفكر ويتوقف إنتاجه ولا تحظي أفكاره بالقبول، أو يصيب التطرف تطبيقاتها، تتبرأ الجماعة من المفكر وأفكاره، وتلقي المسؤولية عليه وحده .. وتعود إلي الحركة القائمة علي الارتجال وردود الأفعال لما تطرحه مؤسسات الإعلام المحلية والعالمية .. فتقتصر دعوتها علي الخطابة والانفعال القائم علي جهل بالنفس البشرية ومفاتيحها .. وتصبح وليس لديها " مؤسسات لإخراج من يدعو بـ (الحكمة).. أو مؤسسات لإعداد المفكرين المختصين بـ(الجدال الأحسن) الذين يخاطبون الفكر الإنساني كله بـ ( أحسن ) مما عنده، كما تفتقد هذه الحركات أية مؤسسات لـ ( شهود ) ما يجري في قرية الكرة الأرضية، و(قراءته ) قراءة راسخة محيطة تمهد لـ(حكمة) التخطيط والتنفيذ "(3) القادرة علي الإفادة من سنة التدافع الحضاري، وتسخير التخصص في خدمة الفكرة والعقيدة .
ولكي تصل الحركة الإسلامية إلي هذه ( الحكمة ) في التخطيط والتنفيذ، فإنه من الضروري أن تُوقِف التباري بين فصائلها في القدرة علي الخطب والحماس ورفع الأصوات وسماكة الحناجر .. وتبدأ بداية جادة في علاج واقعها وواقع الأمة الإسلامية، فتضع في قمة أولوياتها " إفراز ( فقهاء) يحلون محل ( الخطباء ) لتحليل المشكلات ودراسة التحديات، وتبحث عن الموهوبين من الأجيال الناشئة، وتقوم بتنمية مواهبهم ورعايتها حتي تقوم ( المدرسة الفكرية) و ( القيادات المهنية ) التي تُوجد ( المؤسسات التطبيقية ) المتخصصة وتوجهها، ثم تنظم العلاقة بين الطرفين في إطار الأمة الموحدة "(1).
وهكذا يصبح لدي الحركة الإسلامية : " مجموعتان .. مجموعة فكرية، ومجموعة تطبيقية، فأمّا المجموعة الفكرية: فمهمتها ابتكار الاستراتيجيات اللازمة في جميع الميادين وتطوير هذه الاستراتيجيات حسب متطلبات الزمان والمكان.
وأمّا المجموعة التطبيقية: فمهمتها تنفيذ الجزء المتعلق بميدانها من الاستراتيجيات التي أفرزتها المجموعة الفكرية "(2).
ولاشك أن إفراز (الفقهاء) الذين يكون منهم المجموعة الفكرية والمجموعة التطبيقية يحتاج إلي عدة أمور:
يحتاج أولاً : " لنظام تربوي محكم يحسن تصنيف المصادر البشرية المتمثلة في الأجيال الناشئة، وإعدادها عقائدياً ونفسياً ومهنياً بحيث يراعي هذا الإعداد فرز ( أولي الألباب ) لميادين القيادة.. كما لابد مع هذا النظام التربوي من نظام تنموي يحسن توظيف الطاقات التي تنضج تبعاً لقدراتها العقلية واتجاهاتها النفسية واستعداداتها الجسدية وأدائها المهني بعيداً عن مؤثرات العلاقات والروابط الشخصية ومقاييس العصبية والإقليمية الطبقية " (3).
ولأن صبغة الأمة ستترك بصماتها علي نوعية الأفراد الذين يتسابقون إلي محور هذه الأمة وقطب رحاها، فإن إفراز (فقهاء) الأمة يحتاج ثانياً : إلي تغيير (المحور) الذي يتنافس عليه أبناء الأمة من محور المال والترف، إلي محور العلم والعقيدة، فيكون تنافس الأفراد في العلم والعمل الصالح، ويكون تسابقهم نحو تزكية النفس، فتنمو القيادات الربانية، ويتسلم (الفقهاء) قيادة الأمة ولأن الحركة الإسلامية هي التمهيد الواقعي لدولة الإسلام، فلابد أن تكون القيادة فيها لـ (أولي الألباب) و (الفقهاء) .. ولابد أن يكون الولاء فيها للمبدأ والفكرة وليس للشخص والمصلحة !!
ولكي تحقق الحركة الإسلامية هذا الهدف، لابد أن يكون اختيار القيادة فيها تبعاً لما تقدمه هذه القيادة من (برنامج عمل ) يستطيع الوصول بالحركة الإسلامية إلي أهدافها بأيسر السبل وأفضلها.
ولاشك أن هذه الطريقة التي تختار برنامج العمل قبل اختيار (الشخص) الذي يمثله، ستؤدي بالضرورة إلي إعادة الفكر إلي المكانة اللائقة به . " فعلي صعيد القادة ستدفع هذه الطريقة في الاختيار كل قائد إلي أن يتحري بدقة مناهج العمل الإسلامية وظروف الحركة الإسلامية، والواقع السياسي والثقافي الذي يحيط به، وسيدفعه ذلك غلي القيام بدراسات واسعة ليحدد خياراً واضحاً يراه المنهج المفضل للعمل .. وعلي صعيد أفراد الحركة الإسلامية، ستؤدي هذه الطريقة في اختيار القادة إلي أن يدرسوا برامج العمل المطروحة عليهم، ويوازنوا بينها، ويختاروا الأصلح منها .. وهذا ـ بلا شك ـ يعني ( فكرهم ) ويدفع عقولهم إلي التفكير والاهتمام.
كما أن هذه الطريقة في الاختيار ستجعل من يجلس في مكان القيادة، يجلس تبعاً لـ( أفكاره) و (برنامج عمله)، وليس تبعاً لـ( شخصه )، أو تبعاً لاختيارات غامضة لا يُعْرَف كنهها بدفة ووضوح .. فيؤدي ذلك إلي تحجيم ظاهرة الولاء للشخص إلا أن يكون هذا الشخص هو صاحب البرنامج الفضل والأكثر سداداً وخبرة وحكمة(1).
إن هذه الطريقة في اختيار القيادات هي التي تدفع الحركة الإسلامية من مرحلة المبادئ إلي مرحلة البرامج، وتنقل خطواتها من "مرحلة الخطب وزعامة المنابر إلي مرحلة الخطط ودراسة الاحتمالات ووضع الحسابات الدقيقة لكل حركة، أيّ: وضع الخطط المرحلية علي ضوء رؤية شاملة للظروف المحيطة والإمكانات المتاحة، وإعطاء الزمن الكافي لإنضاج كل مرحلة وعدم استعجال الثمرة "(2) مما يحقق للحركة الإسلامية احدي ـ بل أهم ـ عوامل الحيوية وهي الإستراتيجية (3) الصائبة التي تهتم باكتشاف الواقع، وتحديد ردود الفعل المتوقعة أثناء العمل، كما تحاول تذليل العقبات والصعوبات التي تعوق الحركة، وتعمل علي مواجهتها والتغلب عليها.
"إن النوايا الطيبة لا تكفي في الوصول إلي الأهداف، بل لابد من ( الصواب) وهو العمل المدروس المخطط له سلفاً الذي تؤخذ فيه كل الاستعدادات بدءاً من العلم الشرعي وانتهاء بالاستعداد المادي "(4). والاستفادة من الرجال الذين جربوا الأمور وقلبوها ظهراً لبطن.
"إن الدولة ـ أية دولة ـ لا تتكون إلا وفق ما يتهيأ لها من العوامل الفكرية والخلقية والمدنية في المجتمع، وكما لا يمكن أن تكون الشجرة منذ أول أمرها إلي أن يتم نماؤها شجرة كمثري أو ليمون مثلاً، ثم إذا آن أوان إثمارها انقلبت شجرة تفاح أو رمان، كذلك الدولة الإسلامية، فإنها لا تظهر دولة إسلامية بطريقة خارقة للعادة بل لابد لإيجادها وتحقيقها من أن تظهر حركة شاملة مبنية علي نظرية الحياة الإسلامية وفكرتها، وعلي قواعد وقيم خلقية وعملية توافق روح الإسلام وتوائم طبيعته "(1) ولابد أن يقوم بأمر هذه الحركة (فقهاء) لهم من علو الهمة، ونبل النفس، وإنكار الذات، ما يدفعهم إلي الاهتمام بأمور المسلمين، وتَبَنّي هموم الأمة.
" (فقهاء) يخططون للعمل الإسلامي آخذين في اعتبارهم الاستهداء بنور القرآن والسنة دون إهمال الأسباب المادية، حتى لا تسقط ثمرات العمل الإسلامي قبل نضجها . ( فقهاء ) يدركون أن القوة ليست بالحماس والانفعال، ولكن بالسعي الدائب للوصول إلي الهدف، والتخطيط لذلك، وضبط النفس أمام التحديات الخارجية التي تحاول الانحراف بالحركة الإسلامية عن خطتها من خلال الضغوط التي تمارسها ضدها من تشريد وقتل، لتخرجها عن توازنها، وتستدرجها إلي الصدام مع أعدائها قبل الإعداد له.
(فقهاء) يحاولون الوصول إلي أهداف الحركة الإسلامية بتوازن يحكم إحجامهم كما يحكم إقدامهم، فهم لا يستسلمون لزهو البطوة الانفعالي الذي يدفع الإنسان إلي اتخاذ المواقف من خلال سياسة اللحظة السريعة، وليس من خلال سياسة النفس الطويل" (2).
(فقهاء) يدركون ما في أيديهم فلا تختلط عندهم ( الأمنيات) بـ( الإمكانيات)، وهم يبذلون الجهد لتحسين الإمكانات، وإحداث التكامل بين جهود أفراد الأمة، والحفاظ علي طاقاتهم من الإهدار.
( فقهاء) يوقنون أن القيادة الحقيقية هي قيادة القلوب وليس قيادة الأبدان قيادة الرضا وليست قيادة الضغط .. قيادة التسليم وليست قيادة الإرهاب.
إن قيادة الأمة الإسلامية لا يصلح لها إلا الطليعة المؤمنة من ( فقهاء ) الأمة، ولا يمكن هذه القيادة للخطباء "الذين يعتقدون بأن حل الأمور ممكن بالأقوال، متناسبين أن من يزرع الأقوال لا يحصد إلا الأوهام"(3) !!
وبكلمة:
لقد عانت الأمة الإسلامية من التخلف، وأصبحت تزحف وراء غبار الركب البشري مع الزاحفين المنقطعين .. وكان من أهم الأسباب التي بالأمة إلي هذا الواقع الأليم، أن الذين يتولون زمام الأمور فيها هم من (الخطباء) الذين لا يحسنون في مواجهة تحديات الأمة وأزماتها إلا الخطب النارية !!
ولذلك فإنه لا سبيل إلي إحياء الأمة الإسلامية، وقيامها بدورها الحضاري، إلا أن يتولي قيادة الأمة (الفقهاء) الذين يتصفون بصفات المؤمنين والشهداء ويتحركون علي أساس من الوعي بقيم الوحي (قرآناً وسنة) مع الدراية بشؤون الواقع .. ويقومون بحشد طاقات الأمة، وتوحيد صفوفها، والاستفادة من جهود أفرادها في سبيل الوصول إلي الأهداف عبر رحلة التغيير.
(1) هكذا ظهر جيل صلاح الدين – د. ماجد عرسان الكيلاني ص 267.
(1) هكذا ظهر جيل صلاح الدين – د. ماجد عرسان الكيلاني ص 268.
(2) المصدر السابق ص 278.
(1) إخراج الأمة المسلمة –د. ماجد عرسان الكيلاني ص 99.
(2) المصدر السابق . ص100 بتصرف يسير.
(3) المصدر السابق –ص 158
(1) هكذا ظهر جيل صلاح الدين –د ماجد عرسان الكيلاني ص 295 .
(2) ماذا بعد موقعة الخليج ؟ -مقال للمؤلف بمجلة ( البيان ) العدد 35.
(3) هكذا ظهر جيل صلاح الدين –د ماجد عرسان الكيلاني رص 283 .
(1) مسائل في العمل الإسلامي –محمد وليد سليمان ص 42-44 بتصرف .
(2) نظرات في مسيرة العمل الإسلامي 0 عمر عبيد حسنة ص 56.
(3) الإستراتيجية : فن الاستخدام الأمثل للإمكانات والموارد للوصول إلي أعلي مستوي من الكفاءة في تحقيق الأهداف .
(4) حركة النفس الزكية –محمد العبادة ص 151.
(1) منهاج التغيير الإسلامي –أبو الأعلى المودودي ص 20.
(2) خدمة الصدام المتعجل –مقال للمؤلف بمجلة ( البيان ) العدد 43.
(3) لمحات في فن القيادة –ج . كورتوا –تعريب الهيثم الأيوبي ص 61 .
محمد محمد بدري
التسميات
عرب