إذا أخذنا الأقلية المسيحية في مصر، وهى أكبر أقلية غير مسلمة فى بلاد العالم العربى - كنموذج للتعايش السلمي لغير المسلمين فى بلد إسلامي -فإننا نلاحظ الآتي:
- يبلغ عدد النصارى فى مصر أقل من 6% (5.9%) حسب إحصاءات 1986م.
ورغم ذلك فإنهم يمتلكون حوالى 40% من ثروة مصر..
ويعترف الأنبا موسى أسقف الشباب فى الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بأن: (الأقباط نسبتهم فى رجال الأعمال مرتفعة أكثر من نسبتهم العددية فى مصر)، وكذلك المهن المرموقة مثل الطب والصيدلة والمحاماة والهندسة وغيرها.. ولذلك كان العلامة الشيخ محمد الغزالى - رحمه الله - يصف المسيحيين في مصر بأنهم أسعد أقلية فى العالم.
- يمتلك نصارى مصر 22.5% من الشركات التى تأسست من عام 1974م - 1995م، و 20% من شركات المقاولات فى مصر، و 50% من المكاتب الاستشارية، و 60% من الصيدليات، و45% من العيادات الخاصة، و35% من عضوية الغرفة التجارية الأمريكية والألمانية، و 60% من عضوية غرفة التجارة الفرنسية، ويشكلون 20% من رجال أعمال مصر، و 20% من المديرين بقطاعات النشاط الاقتصادي، وحوالى 16% من وظائف وزارة المالية المصرية، و25% من المهن الممتازة كالأطباء والمحامين والمهندسين..
- يسيطر المسيحيون على أكثر من ثلثي تجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى فى مصر، كما يمتلكون من الأراضي والعقارات أضعاف نسبتهم العددية.
- ونضيف أيضًا أن الحكومة المصرية لا تخلو دائمًا من وزيرين أو ثلاثة وزراء من الأقباط، كما يوجد عدد منهم فى مجلسي الشعب والشورى بالانتخاب وبالتعيين أيضًا..
في المقابل يُلاحظ أنه لا يوجد أى وزير مسلم فى أية دولة أوروبية أو أمريكية رغم تواجد عشرات الملايين من المسلمين هناك، وكذلك المجالس التشريعية الأوروبية والكونجرس الأمريكي لا يوجد بها أعضاء يمثلون الأقليات الإسلامية هناك (!!!).
وبعد كل هذا يزعمون أنهم دعاة الحريات والديمقراطية والمشاركة السياسية ويتطاول علينا أذنابهم بادعاء اضطهاد الأقلية عندنا !!!
حقًا إذا لم تستح فاصنع ما شئت، وازعم ما شئت أيضًا !!!
ونختتم بشهادة المفكر البريطانى الكبير سير توماس أرنولد الذى أكد فيها: (من الحق أن نقول أن غير المسلمين قد نعموا – بوجه الإجمال – فى ظل الحكم الإسلامي بدرجة من التسامح لا نجد لها معادلاً فى أوروبا).
ويضيف أن عشرات الملايين من مسيحيي الشرق الذين اعتنقوا الإسلام قد فعلوا ذلك طواعية وعن رغبة كاملة فى التحول إليه دون أية محاولة للإرغام أو الاضطهاد.
كما أن تسامح المسلمين وتركهم للمسيحيين قابضين على الدواوين وإدارات الدولة الإسلامية جعل المستشرق الألمانى آدم متز يقول: (لقد كان النصارى هم الذين يحكمون الدولة الإسلامية)، فأي تسامح وتواد مع الآخر أكثر من ذلك؟!
كل هذا يدفعنا إلى أن نردد مع المفكر والعبقرى الألمانى يوهان جوته مقولته الشهيرة فى ديوانه (الشرق والغرب): إذا كان الإسلام هو القنوت، فعليه نحيا ونموت..
التسميات
أقليات