ما هو الإدماج؟ السيرورة التي يربط بها التلميذ معارفه السابقة بمعارف جديدة لإعادة بناء عالمه الداخلي

ما هو الإدماج؟
- تحريك لموارد مختلفة المصدر والطبيعة (المعارف savoirs، معارف الفعلsavoir- faire، معرف الكينونة savoir - êtres.روجرس.

- يشير إدماج المعارف إلى السيرورة التي يربط بها التلميذ معارفه السابقة بمعارف جديدة، فيعيد بالتالي بناء عالمه الداخلي، ويطبق المعارف التي اكتسبها في وضعيات جديدة ملموسة. (المجلس الأعلى للتربية كيبيك  كندا). روجرس.

والإدماج في المجال التعليمي يتطلب الربط بين مكتسبات تعلمية في إطار معين أو من عدة أطر مختلفة ومكتسبات حالية، وإزالة مجموع التمفصلات بينها قصد استثمارها وتوظيفها بعد صهرها ودمجها لإنجاز مهمة معينة سواء فكرية أو أخلاقية أو مهارية أو مركبة.

وهذا ما يسمى عند البعض بالإدماج السياقي، حيث ذلك الإنجاز يتم في وضعية دالة وذات معنى.

ولقد حدد كزافيي روجرس التعريف محاولا إضفاء دلالات بيداغوجية عليه، باعتباره: عملية نربط بواسطتها بين العناصر التي كانت منفصلة في البداية، من أجل تشغيلها وفق هدف معطى.

من هنا يتبين أن روجرس و المجلس العلمي للتربية لم يستعملا الإدماج بالمعنى المتداول الذي يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى (إدماج المعاقين في التعليم العادي أو في الوسط المهني )، ولا حتى بالمعنى الذي يستعمل في تدبير المؤسسات التعليمية ((Gestion intégrée.

لكن روجرس اهتم بمظاهر الإدماج البيداغوجية، التي تعني تحريك التلميذ لمكتسباته المدرسية في وضعية دالة، أي حل إشكال قد يكون جديدا عليه.

وحتى يسهل على المدرس ومؤلف الكتاب المدرسي إعداد وضعية إدماج، حدد مكوناتها الأساسية (بين العناصر التي نتوخى إدماجها ،بمعنى أن المتعلم عليه أن ينسج شبكة بين تلك العناصر حتى تشكل نسقا).

- مفصلة العناصر وتحريكها لإعادة استثمار المكتسبات.
- الاستقطاب (polarisation): أن ذلك التحريك يجب أن يتم لتحقيق هدف، وهو ما يمنحه معنى.

إن هذه المكونات الثلاث تشكل البوابة الضرورية في كل وضعية إدماج، تروم بناء كفاية أو تنميتها، الشيء الذي يبين أن هناك علاقة وطيدة بين وضعيات الإدماج  و الكفاية .لذا حدد philipe Jonnaert وظائف الكفاية في:

- التحريك mobilisation.
- التنسيق بين سلسلة من الموارد المتنوعة (المعرفية، الوجدانية والاجتماعية و السياقية...).

- معالجة المهام التي تتطلبها الوضعية بنجاح.
- فحص الملاءمة الاجتماعية لنتائج المعالجة في تلك الوضعية.

فضلا عن إدماج المكتسبات المدرسية، حلل روجرس جوانب أخرى من الإدماج وهي:
- المفصلة بين التكوين النظري والتكوين العملي - الأنشطة التي تستهدف بنية أوبناء المكتسبات قبل التعلم، والتي تمد التلميذ أو الطالب بالأدوات اللازمة لتحقيق تقدم معرفي.

- توظيف أو استثمار المكتسبات في إنجاز مشروع وفي بحث موضوعاتي.
- أنشطة البناء (أو البنينية) الختامية (activités de structuration).

- عمل  فريق تربوي (من المدرسين) مع مجموعة من التلاميذ .
- مفصلة زوايا نظر عديدة (سوسيولوجية، سيكولوجية، اقتصادية، فلسفية) لفهم وضبط وضعية: أي توظيف موارد عديدة في فهم ظاهرة وتفسيرها أو حل إشكال.

- تظافر مواد عديدة في تحريك القدرات وصقلها (التوثيق، تحليل وضعية، تقويم ذاتي، تواصل...).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال