الشمس والمجموعة الشمسية وآثارها النافعة فى هذه الحياة

بعد ذكر علاقة الله بالكون، وعلاقته بجوانبه وهى السماوات والأرض يأتى البحث فى الشمس والقمر لاحقاً لهما، والشمس والقمر رغم كونهما من الأجرام السماوية إلا أنهما استقلا بفصل كامل لأهميتهما فى الكون وحياة الإنسان، ولما ينتج عنهما من آثار نافعة فى هذه الحياة.

وقد أقسم الله بالشمس والقمر لأنهما سبب النور والضياء فى الليل والنهار، وسبب لعمليات تحدث على الأرض من النمو والإنبات والطاقة قال تعالى: (والشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها) [الشمس 1- 2]، وخصهما بالذكر بعد ذكر السماوات والأرض لأهميتهما، لأن الشمس مركز المجموعة الشمسية التى منها الأرض، قال تعالى :(الله الذى خلق السموات والأرض"، وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) [سورة إبراهيم 32 ، 33].

فالشمس مصدر لجميع أنواع الطاقة في كوكب الأرض، ولولا الشمس لما وجدت هناك حياة للنبات أو الحيوان أو الإنسان، فالشمس شجرة المادة والطاقة فى هذه الدنيا، وهى السراج المتوهج فى السماء الذى يمد البشر بالضوء المنبعث ذاتيا.

يقول تعالى: (وجعلنا سراجاً وهاجا) [النبأ 13]، ويقول تعالى: (تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيراً) [الفرقان 61]، وقوله تعالى: (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجا) [نوح15 –16].

ولهذه الأهمية احتلت الشمس والقمر مكانة عظيمة عند الناس، فعظموهما ونظروا إليهما نظرة إجلال واحترام، ولقد ظن إبراهيم عليه السلام فى بادئ حياته عندما تأمل فى السماء أن الشمس والقمر هو الإله لكنه فطن بعقله إلى أن الله هو الإله الجدير بالعبادة بعدما رآهما يغيبان ويظهران قال تعالى: (فلما رءا القمر بازغا قال هذا ربى فلما أفل قال لئن لم يهدنى ربى لأكونن من القوم الضالين. فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربd..) [ الأنعام 77-78].

ولذلك فقد عبدهما قوم وخصوهما بالطاعات ظناً منهم أنهما سبب المنافع والخيرات التى ينعمون بها. فنهاهم الله عز وجل عن ذلك وأوضح أن الأجدر بالعبادة والطاعة هو الله خالق الشمس والقمر قال تعالى: (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) [فصلت 37].

ومن هنا فقد احتلت الشمس مكانة عظيمة بين العلماء والفلاسفة والمتكلمين فأخذوا يدرسونها هى والقمر وخاصة فى العصر الحديث بعد ظهور الاختراعات فتوصلوا إلى معرفة تركيبها وحجمها ووصفها ووظيفتها. ولذا فقد كان اللازم تخصيص فصل كامل عن الشمس والقمر فى القرآن الكريم والكتاب المقدس.

ورد ذكر الشمس فى القرآن الكريم فى اثنين وثلاثين موضعا واقترنت بالقمر فى مواضع كثيرة وذلك لأهميتهما فى حياة الإنسان، ولذا فهما من النعم التى أنعم الله بها على الإنسان وذكرها فى كتابه الكريم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال