زكي طليمات.. رائد التأسيس العلمي للمسرح المصري والعربي الذي أبدع فن الممثل المسرحي

ستون عاماً، كانت عمر تجربة رائد التأسيس العلمي للمسرح المصري والعربي، زكي طليمات، عمر قضاه ممثلاً ومخرجاً ومنظماً وباحثاً وأستاذاً. 
بدأ تلقي مبادئ التمثيل بجمعية الآداب والفنون، ومثل بفرقتها، وكان سفره إلى فرنسا في بعثة حظي بها بعد فوزه بالمرتبة الثانية عن دوره في إحدى المسرحيات، وذلك لدراسة فن التمثيل، الفرصة الأهم في حياته والأهم بالنسبة للمسرح المصري والعربي، فقد عاد إلى مصر بمفاهيم ناضجة جديدة عن المسرح، فقد أسهم في إنشاء أول معهد للتمثيل في 1930م، إلا إنه أغلق بعد سنة، تنقل في الوظائف والمناصب التي أفيدت من خبرته العلمية التي تلقاها في الخارج.
بعد كفاح طويل تجاوز طليمات الظرف الإجتماعي وساهم في افتتاح المعهد بعد إغلاق دام سنوات، وعين عميداً له، وظل في كفاحه فنجح في استصدار قرار وزاري بإنشاء فرقة المسرح الحديث إلى جانب الفرقة المصرية للتمثيل التي كان لها أثر إيجابي على الحركة المسرحية. 
لم يكتف طليمات بمد يده إلى المسرح المصري، بل مدها إلى مسارح عربية أخرى، فقد انشأ الفرقة القومية التونسية، التي درب منتسبيها، ثم أنشأ معهدها المسرحي. 
بعدها عهدت إليه الحكومة الكويتية في العام 1961م بتأسيس مسرحها القومي، وعين مشرفاً على مؤسسة المسرح والفنون بها، وقد أنشأ في ذات العام فرقة المسرح العربي التي تواصل مشاريعها المسرحية حتى الآن، بعد سنتين في الكويت دعا إلى تأسيس مركز الدراسات المسرحية الذي وضع مناهجه ومواده الدراسية، وهو ما انبثق عنه المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو المعهد الوحيد والذي خرج طابوراً طويلاً من المسرحيين في منطقة الخليج. 
عشر سنوات قضاها طليمات في الكويت ليؤسس حركة مازالت نابضة بالحياة، كان يضخ دماءً حارة في جسد مسارح الوطن العربي لتضج بالعمل والمشاريع، ومازال أثره حياً لا يمحيه زمن، فبحوثه النقدية ومقالاته التي حفلت بها المجلات والجرائد مازالت تشكل مرجعاً مهماً عن المسرح العربي، ويعتبر كتابه ( فن الممثل المسرحي) أكثر الدراسات أهمية في هذا الحقل.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال