يعرّف باتريس بافيس الميتامسرح - في معجمه المسرحي - قائلا هو: "مسرح تتمركز إشكاليته حول المسرح، أي مسرح "يتحدث" عن نفسه: ويعرض ذاته".
وهو تعريف يشير بشكل مختصر إلى موضوع هذا النوع من المسرح وإلى الكيفية التي يقدم بها هذا الموضوع.
أو بعبارة أوضح، إنه يعتبر الميتامسرح بنية موضوعاتية وخطابية في آن واحد.
وتقوم هذه البنية على خاصيتين أساسيتين هما: الموضوعاتية الذاتية Autothématisme والعرض الذاتي Autoreprésentation.
الخاصية الأولى تجعل موضوع المسرح هو المسرح ذاته بمكوناته وقضاياه الجمالية والفكرية ومشاكله وصعوباته، إما باعتباره فنا أو أدبا أو فضاء أو مؤسسة أو غير ذلك.
أما الخاصية الثانية فتشير إلى أن هذه البنية الموضوعاتية تحتاج إلى بنينة Structuration متميزة بواسطة الأشكال الدراماتورجية والخطاب المسرحي.
وتكمن أهمية هذا البعد الخطابي - في نظر بافيس - في كونه يمكن من "تحليل كل مسرحية انطلاقا من موقف مؤلفها إزاء لغته وإزاء إنتاجه".
ويبدو أن هذا التصور يزكي موقف شميلنغ الذي أكد على ضرورة وضع تمييز بين مستويين للخطاب في الميتامسرح: خطاب درامي وخطاب ميتادرامي، معتبرا هذا الأخير قريبا من الخطاب السردي لأنه يتضمن "بعدا سرديا من حيث كون اللعب في الدرجة الثانية موجها من لدن سلطة جمالية ونقدية لا يمكن أن تكون سوى سلطة المؤلف نفسه".
إن الميتامسرح - من هذه الزاوية - هو بناء جديد لوضع المؤلف داخل المتخيل المسرحي. ولعل أدق صيغة للتعبير عن هذه الوضعية هي الصيغة التي تعود إلى سارازاك الذي تحدث عن مفهوم المؤلف - الملحمي Auteur Rhapsode الذي لا يتوارى وراء شخصياته كما هو الشأن لدى المؤلف الكلاسيكي وإنما يخرج إلى واجهة الأحداث ويعبر عن آرائه ومواقفه بشكل مباشر من خلال عمله باستعمال تقنيات مختلفة.
التسميات
مرتجلات ميتامسرحية