تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي.. تحليل هيكل البنية لكشف أسرار اللعبة الفنية والقراءة النقدية المستندة إلى معرفة بهيكلية النص

في (تقنيات السرد الروائي في ضوء المنهج البنيوي) قدّمت لكتابها هذا بأن الغاية منه تعليمية، فقد وضعت فيه تقنيات السرد الروائي موضع الوضوح المعرفي، ذلك أن مسألة صياغة منهج يهتم بـ(الشكل) وتنتظم فيه مجموعة المفاهيم التي تخص بنية العمل السردي، ولا يتدخل بمعاني النص ولا الموقع الفكري الذي يتحكم القول فيه، هي مسألة تتعلق بتملك المعارف والإفادة منها، أو قد تكون مسألة غايتها إتاحة إمكانية الإفادة من هذه المعارف.

وعلى هذا فقد جعلت الباحثة كتابها ستة فصول عالجت في الفصل الأول (دراسة موضوعها الشكل) بنية العمل الأدبي لمعرفة الوظائف الداخلية التي تمارسها عناصر البنية، من خلال التحليل الذي يتناول هيكل البنية (لكشف أسرار اللعبة الفنية).

ومثل هذا التحليل عندما يستعيد (المضمون) من اعتباره، فإنه يُسقط مقومات التعاطف والتحيّز مع النص أو ضده.

والقراءة النقدية المستندة إلى معرفة بهيكلية النص، تساعد القارئ على تجاوز موقفه السلبي من لعبة الكتابة الفنية، فلا يبقى أسير خفائها أو سرّيتها.

وتستمر الباحثة في الدفاع عن (الشكل)، فتؤكد أن (مسألة الشكل ليست مسألة شكلية) أي أنها ليست دون أهمية.
فالمناهج المعاصرة كلها لا تهتم بغير الشكل.

وفي فصل (العمل السردي الروائي من حيث هو حكاية) تحاول الباحثة التمييز بين العمل السردي من حيث هو حكاية ومن حيث هو قول: فالأول يثير حدثاً وقع ويفترض وجود أشخاص فعلوا، والحكاية هي الفعل. والثاني يندغم في الأول (فلا وجود للحكاية إلا في القول).

ودراسة العمل السردي من حيث هو حكاية تعني عندها:
1- دراسة ترابط الأفعال من منطق خاص بها.
2- دراسة الحوافز التي تتحكم بالعلاقات بين الشخصيات. وبمنطق الترابط بين الأفعال.
3- دراسة الشخصيات والعلاقات فيما بينها.

ثم تتوسّع في شرح كل خطوة منهجية من هذه الخطوات الثلاث، وتطّبقها على حكاية خرافية، حيث تبدأ الحكايات عادة بالإخبار عن خروج شخصية (البطل) نحو غاية. (وهذه هي الحلقة الأولى من حلقات السياق السردي). فيتعرض لعوائق (تشكيل الحلقة الثانية من السياق السردي أو الأزمنة). ينتصر عليها البطل ويصل إلى غايته (الحلقة الثالثة من السرد أو الحل).

وتستوحي الباحثة لوحة تودوروف للحوافز لكنها تختزلها في ثلاثة حوافز إيجابية (هي: الرغبة، والتواصل، والمشاركة)، وثلاثة سلبية (هي: الكراهية، والجهر، والإعاقة).

وهكذا تصبح الشخصية الواحدة فاعلاً وموضوعاً في آن، ويصبح الفعل عملاً يلتقي فيه نشاط الحافز وسكونه.
كما تستوحي لوحة (العوامل) عند غريماس فتطبق مقولاتها على قصة قصيرة لجبران خليل جبران.

ومن المعروف أن (عوامل) غريماس هي:
1- المرسِل.
2- المرسَل إليه.
3- الموضوع.
4- الفاعل.
5- المساعد.
6- المعيق.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال