الشاعر سعدي يوسف تيار من الشعر والحياة لم ينقطع.. يكتب الشعر والرواية والقصة والمسرحية واليوميات والخاطرة والمقال النقدي والافتتاحية والعمود الصحفي السياسي، ويترجم الرواية والشعر.. تجده في عمان حيث يفضل أن يكون قريبا من نبض الشارع العراقي، وتجده في لندن حيث لجأ، وتجده في سوريا حيث يعمل، وتجده في العراق حيث يتبادل القراء دواوينه وأخباره.. له في المغرب حضور حيث يحتذي الكثيرون قافيته، وله في مصر رأي حيث يرى حضور الشعر في حركة حداثة ثالثة!! وتجده في المعارض الدولية للكتب حيث ترجمت أعماله للغات عدة. وهو نغمة على أفواه الأدباء الشباب حيث يكون محط إعجاب وقول واحتذاء.
وهو تيار من الشعر يملأ حياة المدن والقرى.. كان يقول: العراق وحده من بين دول العالم، حظي بنظام حكم دكتاتوري. وعلى الشعر أن ينقذ الناس من فاشية مقبلة. هذا ما قاله في السبعينيات. فهو يرى أن الثقافة بإمكانها أن تكون صوتا للمقهورين والمظلومين. وأنها بعد ذلك موقف وموقف وطني عالي النبرة. فشعر سعدي يوسف، مثل حياته ... تيار متدفق من الحيوية والحماس والقول المعلن. يثيره مرأى شجرة تتدلى أغصانها، أو وردة مزهرة الذوائب. فيكتب عنها قصيدة حب حديثة. يستبطن فيها امرأة من لحم وموقف. وتستثيره قضية مناضل في أنحاء العالم، فيكتب قصيدة عن مناضلين في سجون العراق وأقبيته المظلمة. فإذا بها صوت لكل المثقفين. يقول سعدي في نتاج هذا أو ذاك من الأدباء قولا ليس فيه مجاملة. فهو لا يجامل. موقفه كان ولا يزال هو: كيف تكتب قصيدة تزيد بها فرصة التأمل في العالم.
هو بحق رائد قصيدة اليومي والمألوف في الشعر العربي الحديث. فبعد حداثة نازك والسياب الشعرية في أواسط الأربعينيات، وحداثة البياتي والبريكان وبلند الحيدري الشعرية في الخمسينيات وهو ما شكل الحركة الأولى في الحداثة الشعرية العربية كلها. تأتي الحركة الثانية في الحداثة الشعرية على يد سعدي يوسف، وأدونيس وصلاح عبد الصبور والماغوط، ونزار قباني. وهو ما يشكل اختلافا جوهريا، بين حركتي الحداثة الشعرية. حيث أصبحت الحركة الثانية منفتحة على أهم عاملين في التحديث الشعري هما: الأسطوري والتاريخي من جهة، واليومي والمألوف من جهة أخرى.
التسميات
أعلام