توظيف قدرات التكنولوجيا الحديثة في الرفع من مستوى اللغة العربية لمسايرة المتغيرات الجديدة

لقد شهدنا في السنوات الأخيرة طفرات استثنائية، في قدرة التكنولوجيا الحديثة على جعل المعلومات تتدفق بسرعة هائلة، حيث القنوات الفضائية، وشبكة الأنترنيت العالمية، التي جعلت الوصول للمعلومات، والمعرفة سريعاً.

فهذا العصر هو عصر الإعلام، والاتصال، والحاسوب، و(الأنترنيت)، والفضائيات، وجيل الشباب هو الأكثر تفاعلاً مع هذه الأدوات.

وهذا التحوّل الذي فرضه تطوّر التكنولوجيا عالية التقنية، قد أثّر في النظرة للمستقبل، وهو ما يجب أن يؤثّر أيضاً في تعاطي القادة، وأهل العلم، والفكر مع جيل الشباب، حيث يجب أخذ المتغيرات الجديدة، في بلورة رؤية جديدة، إذ لا يمكن التعامل مع جيل الشباب، إلا بأدوات الحاضر، وبثقافة حيّة، وفاعلة، نحو أفق جديد، لذلك لابد من إيجاد آفاق جديدة، واستراتيجية جديدة، قائمة على موازنة الثوابت، والمتغيرات، واستشراف آفاق المستقبل، وفتح الفرص أمام الشباب للعمل، والعطاء، والفاعلية.

ونحن في مجتمعاتنا العربية بحاجة إلى تغيير، وتطوير، وتجديد، أهمها ما يرتبط بقضايا التربية والتعليم، فلابد أن تنتمي إلى عصر المعلومات والاتصال، وأن تناسب سوق العمل، لذلك لابد من تأسيس قنوات فضائية، ملتزمة، وموجّهة للشباب، واستراتيجية جديدة قائمة على المتغيرات، وفهم سيكولوجية الشباب، والعمل بسرعة نحو استثمار طاقاتهم وإمكاناتهم، وتوسيع دورهم في صناعة المستقبل.(1)

ولابد من الاعتماد على معطيات التقانة الحديثة، لنرتّب عملاً جماعياً، تتضافر الجهود فيه، من أجل الإسراع للّحاق بالحركة العلميّة العالميّة.

والخطوة الأولى في هذا المسار هي التأكيد على إنجاز الذخيرة اللغوية، بوساطة برنامج حاسوبي، يبوّب بما يوافق المجالات العلمية، للاستفادة من مصطلحات، كان قد وضعها العلماء الأوائل، وتكون جاهزة لسد احتياجات التعريب الحديث، بعد تطويرها أو القياس عليها، ثم حصر مجموع المصطلحات المتداولة حالياً بين العلوم المختلفة في برنامج حاسوبي، بحيث يتم إنشاء شبكة حاسوبية، تربط بين العاملين في كل فرع من فروع العلم الحديث.

والغرض منها ترتيب قاعدة معلومات للمصطلحات العلمية المعتمدة، والمقترحة في كل تخصّص.
وهذا يسمح بالاطلاع على ما تمّ الاتفاق عليه، والاستفادة كذلك من الاسترجاع الفوري المباشر online لإنجاز البحوث.

ومن الضروري أن ترتبط تلك الشبكات الوطنية بشبكات عالميّة، تغذيها بالجديد في كل علم من العلوم، كي تبقى مسايرة للتطوّر العلمي في العالم.

وبنهاية الأمر لابد من عرض ما اتّفقت عليه الشبكات الوطنية، في مجال المصطلحات، على مراكز القرار في المجامع اللغوية، ليُصار إلى ترجمة، وتعريب نصوص العلوم الحديثة.(2)

(1)  نعمان, عبد الغني (الشباب والتكنولوجيا) – التجديد العربي- ص (1- 2).
(2)  د. المحاسني, مروان (اللغة العربية ومواكبة العلوم الحديثة) /مؤتمر اللغة العربية وعصر المعلوماتية/دمشق /2006/  ص (16-17).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال