ميخائيل نعيمة.. من قادة الأدب العربي المعاصر الذي تفلسف في الحياة والنفس الانسانية

ميخائيل نعيمة مفكرعربي كبير وهو واحد من ذلك الجيل الذي قاد النهضة الفكرية والثقافية.. وأحدث اليقظة وقاد إلى التجديد واقسمت له المكتبة العربية مكاناً كبيراً لما كتبه وما كتب حوله.. فهو شاعر وقاص ومسرحي وناقد متفهم وكاتب مقال متبصر ومتفلسف في الحياة والنفس الانسانية وقد أهدى إلينا آثاره بالعربية والانجليزية والروسية وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية.
ويعد ديوانه (همس الجفون) من الدواوين الجديدة.. في مسيرة الشعر العربي الحديث فقد وقع فيه قريباً من نفسه لأنه نقل لنا وجدانه ودل على قلبه بقلبه فهو إبداع واتساع في الصور وامتداد في الرؤية يحملها الينا ذهن وثاب وعين ذكية لاقطة.
أما مسرحياته (الاباء والبنون) و (أيوب) فهي من المسرحيات التي عنى فيها بالجوانب الاجتماعية والاتجاهات الإنسانية العامة.
وميخائيل نعيمة من أوائل الذين كتبوا القصة القصيرة بمفهومها الدقيق في مجموعاته كان ياما كان، أكابر، أبو بطة كما أنه من مبدعي الرواية نذكر منها (مردود) بالانجليزية والعربية، و(لقاء)، اليوم الأخير وهي روايات يتباين فيها الفن الروائي ويستخدم في بعضها الرموز والاسطورة. 
ويعتبر كتابه عن جبران خليل جبران من كتب التراجم الفريدة في المكتبة العربية فهو فن روائي وسيرة ذاتية وقد ثار حوله جدل واسع لأنه أفرط في الفن والخيال ولم يلتزم بالحقائق التزاماً علمياً دقيقاً.. أما كتابه (سبعون) ثلاثة أجزاء فيعد من كتب السيرة الذاتية فقد نقل لنا مشاهداته في فلسطين ولبنان وروسيا وأمريكا وغرب أوروبا وهو أهم وثيقة تستقي منها معالم حياته ومواكب فكرة وفي كل هذه الكتابات يصبو إلى الفن الأصيل والخيال الجميل. 
ولد ميخائيل نعيمة عام 1889م في شهر أكتوبر. وتلقى تعليمه الابتدائي ثم التحق بدار المعلمين ثم رحل عام 1906 إلى روسيا وهناك قرأ اعمالاً لمشاهير الأدب منهم بوشكين وجوركي وتولستوي ودستوفسكي وعاد إلى لبنان. وفي عام 1916 نال شهادتي الحقوق والآداب وعندما دخلت أمريكا الحرب مع الحلفاء كان نعيمة بين جنودها الذاهبين إلى فرنسا وهناك تعلم الفرنسية والتحق بجامعة رين الفرنسية حيث درس التاريخ والآداب والفنون وفي عام 1919 عاد إلى امريكا.
وكان نعيمة من أبرز اعضاء الرابطة القلمية التي أنشئت عام 1920 وواصل نشر رسالته الثقافية فوضع عدة كتب نشر بعضها في مصر مثل (الغربال) الذي أعيد طبعه و (زاد الميعاد) و(البيادر) و(صوت العالم) و(كرم على درب) وتلاحقت أعماله الأخرى وتتابعت الكتابات عنه حتى رحل عن دنيانا في أواخر فبراير عام 1988م ولقد شغل عددا كبيرا من الكتاب في عالم العرب والغرب فكتب عنه المستشرق الروسي كراتشوفسكي والمستشرق الالماني كابمقاير في كتابه (قادة الأدب العربي المعاصر) وعدة منهم وترجم روفائيل نخلة نماذج من شعره وهناك كتب بأكملها عن نعيمة وضعها أمثال نديم نعيمة بالإنجليزية وثريا ملحس ود. شفيع السيد وغيرهم.. ومهما يكن من أمر فإن نعيمة ظل ما يقرب من سبعين عاماً يجاهد من أجل أدب صحيح وفكر سليم ففي في مروج الأدب والشعر وداس في أشواك النقد.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال