قاسم حداد.. من أسرة من الحرفيين الكادحين نظم خروج الحسين من المدن الخائنة

في المحرق مدينته - الجزيرة.. ولد ليكتشف فيها فردوسه المفقود، ومن أسرة من الحرفيين الكادحين خرج ليختبر قدرته على الحياة مع ناس مدينته البسطاء، ومن طرق والده على الحديد.. بين المطرقة والسندان تعلم كيف تصير الكلمات شعراً، والحكايا أساطير، ومن مدينته التي صارت ورشة أمل يكتب لها سيرتها.. يخرج شاعراً تتنفس قصائده ناساً وذئاباً ووعولاً. 
قاسم حداد الذي يعتبر من الشعراء المتميزين في منطقة الخليج لم تتكون ثقافته من مقاعد الدراسة الأكاديمية، بل من قاموس الناس الذين عايشهم، ومن عمله في المكتبة العامة لسنوات سبع، وسط الكتب التي قرأها بشغف العاشق للكلمة، فصار هذا الزخم من المعرفة ينعكس على شعره، فصار الشاعر الذي يقف في صف الشعراء الكبار على مستوى الوطن العربي.
فمنذ ديوانه الأول (البشارة) وهو يطوف الملتقيات الشعرية والمهرجانات حول العالم .. يوزع عليهم شعره وتألقه.. فهو في مسير دائم لا يتوقف، ولا تعوقه ترهات الحياة. 
تنوعت إصداراته بين الشعر والنثر، والكتابة التلفزيونية كجزء من تجربته، فقاسم ينزع على الدوام للتجريب، فكما كتب ديوانه الثاني (خروج الحسين من المدن الخائنة)، وحتى ديوانه الأخير (علاج المسافة)، كتب (نقد الأمل)، و(ليس بهذا الشكل ولا بشكل آخر)، والنثر المائل والشعر الوشيك (له حصة في الولع)، وحتى سيرة مدينته (ورشة الأمل). 
واشترك قاسم حداد مع ضياء العزاوي الفنان التشكيلي في كتاب بعنوان (أخبار مجنون ليلى)، كما شارك في كتاب مع المصور السعودي الراحل صالح العزاز عنونه بـ (المستحيل الأزرق) كتاب بين الصورة والنص، وقد ترجمت النصوص إلى الفرنسية والإنجليزية، فقاسم لا يعتني بالأنواع والأجناس ولا يؤمن بها، إذ أن لحظة الكتابة عنده هي ما تحدد شكل الكتابة، فيخرج قلمه تارة نثراً وتارة شعراً وتارة شيئا آخر بينهما أو دونهما. 
وجد في الإنترنت فضاءً واسعاً يفتح له أبواب التواصل مع شعراء غيره، شعراء عرب وأجانب، وهذا ما جعله يتجه لإطلاق موقعه المعروف (جهة الشعر) في العام 1994م، الذي صار مكاناً أثيرياً وحميمياً يلتقي فيه الشعراء والتشكيليون والكتاب وعاشقو الشعر، فقاسم في الموقع منفتح على التجارب الشعرية والبصرية والكتابة الجديدة، إضافة لإطلاقه موقعاً خاصاً به يقدم فيه أرشيفاً لتجربته في الكتابة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال