الغايات التربوية في مجتمع المعلومات.. تلبية التعليم للاحتياجات الاجتماعية وتنمية المهارات وإكساب الإنسان القدرة على تحقيق ذاته

أدّت التحديات التربوية الهائلة التي يطرحها مجتمع المعلومات إلى مراجعة شاملة ودقيقة للأسس التربوية وإلى إنسان جديد ولم يعد هدف التربية الجديدة:
- أن تكون وظيفة التعليم مقصورة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية والمطالب الفردية بل تجاوزتها إلى النواحي الوجدانية والأخلاقية وإكساب الإنسان القدرة على تحقيق ذاته وأن يحيا حياة أكثر ثراء وعمقاً.
- ولأن الفلسفة التربوية السائدة لدينا, تنظر إلى التربية أداة للثبات والاستقرار, وتركز على انتشار التعليم لا نوعيتها، فمازالت أساليبنا التعليمية تعتمد على التلقين والحفظ.
- وهناك قيود عديدة تحدّ من مشاركة الطالب في عملية التعليم, وإسهام المعلمين في عمليات الإصلاح والتجديد التربوي.
وآن الأوان لنحسم التناقضات بين قيمنا الراسخة وعصر المعلومات عصر العلم الذي أقرت به كتبنا السماوية، وعصر تنمية المهارات التي أوصى نبينا بتعليمها أولادنا، وعصر الاكتشاف والتجريب.
ونحن رواد العلم التجريبي وأحفاد السلف العظيم الذي خرج إلى البادية يجمع مفردات لغته وقواعدها من لسان أصول الناطقين بها, عصر التعلّم المستمر.
وإن تربية عصر المعلومات تؤكد مفهوم المشاركة والتحرّر.
والهدف هو التطلّع دائماً إلى الأفضل والأصدق والأنفع والأنسب.
فصناعة البشر في مجتمع المعلومات هي أولى الاستثمارات بالرعاية فالمعلم عليه أن ينتقل من الملقّن الناقل إلى الموجّه المشارك.
ـ لأنّ دور المعلم في عصر تكنولوجيا المعلومات يركّز على تحصيله المعرفي, وتنمية مهاراته الأساسية, ممّا يكسب الطالب قدرة كبيرة على أن يتعلم ذاتياً فلم يعد المعلم هو الناقل للمعرفة والمصدر الوحيد لها, بل الموجّه المشارك لطلبته ومدير المشروع البحثي, والناقد والمستشار في رحلة تعلّمهم واكتشافهم المستمر.
لكن لن يصل المعلم إلى هذه النقلة النوعية, إلا إذا أتقن العمل بالحاسوب وتكنولوجيا المعلومات حينها يترسخ لديه مبدأ التعلمّ من خلال العمل, على المراحل والأنشطة العربية كافة.
ويتيح له فرصاً أكبر لتنويع مسار مهنته على المدى الطويل.
أما المتعلم في مجتمع المعلومات الذي سيسعى من خلال أساليب تربيته وأنماط الحياة فيه إلى تقليل فترة التعليم الأساسي وتنمية قدرات الطلاب الإبداعية والابتكارية.
ويمثل الحاسوب أداة تجريب رائعة لكي يختبر المتعلم فروضه وقد حُرم أطفالنا ـ نحن العرب ـ من الصحة النفسية والعقلية قبل التحاقهم بمدارسهم ملكة تعلّمهم التلقائي في فصول الدراسة المكتظة التي تخلو من البهجة وتمارس فيها جميع أساليب الكبت والقهر.فطرائق التعليم الحالية والمناخ الاجتماعي السائد لايمكن أن ينشئ إنساناً مبدعاً.
لذلك يجب أن ندرك دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في كل من الطالب والأهداف التربوية والمنهج والتدريس والمعلم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال