الصورة الشعرية.. الطبيعة الزخرفية للصورة الشعرية من عناصر التكوين النفسي للتجربة الشعرية

يرى الباحث أن الدراسات البلاغية العربية إذا كانت ركزت على الطبيعة الزخرفية للصورة الشعرية، على أنها عنصر خارجي في الأدب، فإن عبد القاهر الجرجاني قد اعتبرها عنصراً حيوياً من عناصر التكوين النفسي للتجربة الشعرية.

كما أن النقد الحديث (المدرسة الرمزية، والمدرسة الصورية) قد رفض التصّور التقليدي للصورة، وكشف عن علاقاتها الحيوية بالعمل الفني.

وإذا كانت المناهج النقدية تتفق على كون الصورة تفعل على المستوى الدلالي، وترى أن لها بعداً واحداً هو بعد وظيفتها المعنوية، فإن الباحث يرى أن دلالتها تتبدّى في الفاعلية المعنوية، وفي الفاعلية النفسية.

وعلى هذا الضوء فقد ناقش الباحث صوراً من الشعر العربي القديم، وعرض اهتمام عبد القاهر بتحليل الصورة تحليلاً حداثياً، على الرغم من أنه عاش قبل ألف عام، وركّز فيه على كونها مدرّكاً تنفعل بها الذات، وتخلق لا لتنقل معنى فحسب، وإنما لتخلق جوّاً أيضاً، وتتناغم فيها الفاعلية النفسية مع الوظيفة المعنوية، بحيث تتكاملان، وتؤكد دور المتلقي في المشاركة الإبداعية. كما أضاء الجرجاني أيضاً العلاقة بين الصورة والسياق.

وهذا كله ليس من البنيوية في شيء، لأن المنهج البنيوي لا يُعنى بالصور، بل بالبنيات وبالعلاقات بين هذه البنيات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال