مصطلح (قصيدة الرؤيا).. ظاهرة ذات خصائص مميزة في حركة الشعر العربي دائمة التجريب عبر المفردة والتركيب واللغة والصورة بالاعتماد على الماضي في بناء الرؤيا

تتحدد قصيدة الرؤيا زمنياً بمرحلة الخمسينيات والستنينيات، وقد أعلنت عن نفسها مع العدد الأول من مجلة شعر التي أصدرها أدونيس ويوسف الخال عام 1957م.

وتتحدد دلالياً من كونها تشكّل ظاهرة ذات خصائص مميزة في حركة الشعر العربي المعاصر.

فهي تتجه نحو المستقبل؛ أي أنها تغلّب الرؤيا على الرؤية، وبما أن المستقبل غير واضح.

فهي دائمة التجريب عبر المفردة والتركيب واللغة والصورة، وتحاول -هكذا يبدو للوهلة الأولى- ألا تلتزم بنظام معيّن. وبينها وبين الواقع قطيعة دائمة، وهو دائماً قبيح أو كوميدي.

وتعتمد على الماضي في بناء الرؤيا/ الماضي العربي المشرق لدى الشعراء القوميين العرب، والماضي السوري المشرق لدى القوميين السوريين.

لذا فالماضي (مَثَلُها الجمالي) وهو مصدر القيم الجمالية ومادة الرؤيا والبديل الموضوعي لأشكال القبح التي تتجلّى دائماً في الواقع.

ويحكمها الموقف الذاتي الذي يعتمد - بشكل دائم - على ثناية الفرد والعالم، والأنا والموضوع، والماضي والمستقبل.

وهي قصيدة تهيمن عليها الإيديولوجيا؛ أو بمعنى آخر تسير ضمن خط معلوم رسمته الإيديولوجيا سلفاً.
كما أنها قصيدة منفتحة على الأجناس الأدبية الأخرى، والحوار مع المؤثرات الوافدة.

ولقصيدة الرؤيا تعاملٌ مميّز مع كل من العالم والرؤية والرمز والأسطورة والتراث واللغة والتركيب والصورة.
وهي فوق كل هذا وذاك تقف على الضفة الأخرى من (قصيدة الرؤية).

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال