الميتامسرح التأصيلي في "سهرة مع أبي خليل القباني": قراءة في تجربة سعد الله ونوس

سهرة مع أبي خليل القباني لسعد الله ونوس: صيغة متيامسرحية تأصيلية

مقدمة:

تُعد مسرحية "سهرة مع أبي خليل القباني" لسعد الله ونوس علامة فارقة في المسرح العربي الحديث. فهي تُقدم صيغة متيامسرحية تأصيلية تُساهم في بلورة خطاب مسرحي عربي مُتميز.

مفهوم الميتامسرح التأصيلي:

يُشير مصطلح "الميتامسرح التأصيلي" إلى نوع من المسرح يُركز على كشف آليات العرض المسرحي نفسه، وذلك بهدف استكشاف طبيعة المسرح وفنونه، وربطها بسياقه الثقافي والتاريخي.

ملامح الميتامسرح التأصيلي في مسرحية ونوس:

تتجلى ملامح الميتامسرح التأصيلي في مسرحية ونوس من خلال:
  • الاستفادة من الجمالية البريشتية: يعتمد ونوس على تقنيات المسرح الملحمي البريشتي، مثل التغريب وكسر الإيهام، بهدف خلق مسافة نقدية بين المتفرج والعرض المسرحي، ودفعه إلى التأمل والتفاعل.
  • التقاطع بين الواقعي والمتخيل: يربط ونوس بين الواقعي والمتخيل من خلال دمج حكاية قوت القلوب مع قصة أبي خليل القباني.
  • التأريخ الممسرح: تُقدم المسرحية تأريخًا ممسرحًا لمسرح أبي خليل القباني، وذلك من خلال استعراض مسيرته وإنجازاته.
  • الوظيفة التأويلية: تهدف المسرحية إلى تأويل تجربة المسرح العربي، وفهم شروطه وتناقضاته.
  • الوظيفة الإيديولوجية: تُقدم المسرحية رؤية ونوس للمسرح كأداة للتغيير الاجتماعي والسياسي.

عناصر الميتامسرح التأصيلي في المسرحية:

  • الوعي بالحدود بين النص والعرض: يُدرك ونوس أن النص هو مجرد مخطط للعرض، وأن دور المخرج هو تجسيد هذا المخطط على خشبة المسرح.
  • التمييز بين خطاب المؤلف وخطاب المخرج: يُقدم ونوس بعض الملاحظات للمخرج في النص، لكنه يُؤكد على حرية المخرج في تفسيره للنص وتقديمه للجمهور.
  • التداخل بين الواقعي والمتخيل: تتداخل أحداث المسرحية بين قصة قوت القلوب وغانم بن أيوب، وحكاية القباني.
  • استخدام تقنيات المسرح داخل المسرح: يُوظف ونوس تقنية المسرح داخل المسرح لتصوير ردود فعل الجمهور ومناقشاتهم حول مسرح القباني.
  • السخرية والنقد: يُستخدم ونوس السخرية والنقد لتعرية بعض معوقات الفعل المسرحي في المجتمع العربي.

أهمية المسرحية:

  • تُقدم صيغة متيامسرحية تأصيلية: تُسهم مسرحية ونوس في بلورة هوية مسرحية عربية أصيلة، من خلال الاستفادة من تقنيات المسرح الغربي وتكييفها مع الخصوصية العربية.
  • تُعيد قراءة تجربة القباني: تُقدم المسرحية قراءة جديدة لتجربة أبي خليل القباني، رائد المسرح العربي، وتُسلط الضوء على أهمية مسرحه في تاريخ المسرح العربي.
  • تُثير أسئلة حول المسرح العربي: تُثير المسرحية أسئلة حول طبيعة المسرح العربي ووظيفته، ودوره في المجتمع العربي.

خاتمة:

تُعد مسرحية "سهرة مع أبي خليل القباني" لسعد الله ونوس مساهمة هامة في تطوير المسرح العربي، وتُمثل علامة فارقة في مسار المسرح الميتامسرحي العربي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال