مسخ صورة القدوة والنخبة في أذهان جمهور الطفولة.. القدوة المثقف وتمثيل ضمير الأمة الملتزم بقضاياها

إن  القدوة المثقف من النخبة  الداعية يمثل ضمير الأمة الملتزم بقضاياها وهو صوت الشعب والذي كان من النخبة التي ما عادت نخبة في هذا العصر حيث جاء سقوط النخبة مدويا مع ثقافة الصورة عبر فضائياتها.

وقد لعبت الولات المتحدة الامريكية  دورا فاعلا في اسقاط كل رموز القدوة والنخبة من خلال ثقافة الصورة المنقولة عبر الشبكات عابرة القارات والأكوان وهي أحد أوجه الغزو الثقافي  الأكثر خطرا والتي يسرت آليات الإخضاع لثقافة الصورة.

ويمكننا القول ان احتلال العقل أخطر من الغزو العسكري وعلامة على ذلك أن الغزو العسكري يستمد قوته من آليات الإخضاع الخارجي من خلال  البث الفضائي في التلفزيون والانترنيت والسينما.. كثقافة المتعة.. ثقافة العنف.

ولو اخذنا النموذج الأمريكي في صناعة السينما وهو النموذج الأقوى، والأكثر انتشار، والمستثمر لتلك الآلية في بث رسالته والتغلغل في المجتمع العربي نجد انه بفرض نموذجه كنسخة منه، أو ليجعلنا عبيدا.

وهذا هو الأصح هذا جانب آخر من تفرعات مجتمع المعلومات، والوسائط، الذي بات واضحا بعد عشرات أفلام الكوارث والرعب والكائنات الغريبة وانطلاقا من فكرة الخوف من المجهول التي سيطرت على الانسان منذ الأزل، وما للسينما من قدرة على التأثير في الجميع باعتبارها لغة عالمية، عندما ألبسها الامريكان الثياب التي يفصلونها لهم كل الافلام تدور على هذا النمط من المنقذ الأمريكي، والنمط الفكري الكوني، والتقنية الحية يسيرونها لصالحهم في طرح ثقافة القطب الواحد بحسب وجهة نظرهم.

ولكن الذي حدث بعد التطورات التقنية الهائلة التي حصلت في شتى المجالات قد منح الإعلام القدرة على فرض ما يريد مما أثر تماما في الاتجاهات الثقافية بشكل خاص من خلال اللجوء إلى ثقافة الصورة بدلا من ثقافة الكلمة.

إن جل التاثيرات التربوية والنفسية كانت واضحة على الاطفال خاصة والشباب  ذكورواناث على السواء وبعض من الكبار. حيث نجد إن هناك برامج للاطفال سواء من دول اوربا او امريكا او الغرب عامة.

إن ما يعرض في تلفزيون الأطفال لا تعكس مرحلة الطفولة، وبعيدة جدًا عن حياة الطفل و عملية التربية،و الطغيان الان لثقافة الصورة على شخصية وعقول  أطفالنا ومراهقينا بادية الوضوح من خلال سلوكهم الذي يقتدي ويقلد كل ما يشاهده من الصور المتحركة الى الافلام والمسلسلات والخ...

فلم يعد المثل الأعلى للطفلة الأم التى معها فى المنزل ولذلك يجب على الأم بأن تجلس وقتًا أكبر مع أطفالها وكذلك المحطين به لانه جزء من مسؤولية كل المحيطين بالطفل مثل الأسرة والمدرسة ومؤسسات التنشئة المختلف وان لا تتركهم فريسة للإعلام المغرض الموجه من الغرب، وتختار لهم المفيد، وتحفظهم من السيئ، وتساعد أطفالها على أن يعيشوا سنهم وطفولتهم؛ لأنهم إن لم يعيشوا طفولتهم بصورة طبيعية، فلن يعيشوا أى مرحلة أخرى بصورة سوية.

وعلى الأم أن تتحكم فى نوعية ما يراه أطفالها،، والتى كانت سابقًا تحاول تقليد دورها فى  من خلال اللعب في المطبخ، وفى رعاية الأطفال، فتقوم بنفس الدور مع العابهافي الطفولة إن من طبيعة الأطفال انهم  يمتلكون غريزة المحاكاة ومحاولة تقليد الكبار فى أقوالهم وسلوكياتهم المختلفة،لذلك إن الاعتماد على القدوة  الصالحة تكون التنشئة صالحة، وإذا كانت القدوة فاسدة كانت التنشئة فاسدة.

وعلينا أن لا نلوم الطفل ونلوم المخالطين له، فعلى الآباء والأمهات، لا يلومون الا أنفسهم؛ لأنهم لم يشرفوا إشرافًا جيدًا على نوعية ما يشاهده أبناؤهم وبناتهم، ولم يمارسوا التوجيه الصحيح. في تنمية الوازع الدينى والأخلاقي داخل أبنائها وبناتها، وأن نعيش بقيمنا وأخلاقنا وثقافتنا نحن، وفقا لمبادىء الدين الحنيف.

وإذا ما  تربى هذا الوازع الديني والأخلاقي داخلهم فلا نخاف عليهم بعد أن يتخطوا مرحلة الطفولة، ويصبحوا كبارًا؛ لأنهم قد أخذوا الحصانة والمناعة الأخلاقية والثقافية والدينية الكافية.

ولهذا يجب الحذر من كل المخالطين للطفل الذين يجب عليهم أن يراعوا السلوك القويم والصدق فى القول والفعل والقيم المتعامل بها يوميًا. كان قديمًا يوجه هذا الكلام للمقربين للطفل والمحيطين به، أما الآن فقد اتسعت دائرة التأثير، وأصبحت هناك دائرة التليفزيون والسينما والشارع والحى والمدرسة، وكل هذه الدوائر أصبحت مؤثرة، وهناك قنوات صالحة وأخرى فاسدة، ومن الجيران من هو صالح، ومنهم من هو فاسد، والأطفال يقلدون سلوكيات الكبار.

إن الطفل لا يعيش الطفولة جيدًا؛ بسبب عمل الأمهات ، كذلك المجتمع أخفق فى تقديم القدوة للأطفال؛ لكي يتمكن الطفل  من التقليد والمحاكاة للقدوة، وهو جزء طبيعي من حياة الطفل لكنه يفتقر الى هذه القدوة الحسنة.

وبسبب أوامر أمريكا والدول الاوربية تراجع دور المسجد ولم يعد له دور في حياة الطفل، حيث كنا سابقا بعيدين عن تاثيرات اميركا وحلفائها كنا نجتمع في المساجد ودور العبادة لنتعلم ونذاكر القران الكريم وما احلى تلك الساعات و الأيام  وكانت خير مثل لنا.

أما الآن فلم يعد دور لا للمسجد ولا للمعلم أو المعلمة أو الأخوات الكبار، بل أصبحت القدوة والمثل الأعلى نماذج غير سوية تفرضها ثقافة الصورة، الوافدة الينا بكل قبحها من الغرب وتروج لها ليل نهار.

فالطفل في هذه الأحوال لا يأخذ حقه فى التربية والرعاية، إضافة إلى أن كل المؤثرات داخل الأسرة وخارجها لا تسير بشكل طبيعي لان الأب والأم والمحيطين بالطفل مشمولين بتخطيط الصورة وبرامجها الموجهة للعرب والمسلمين خاصة  وعامة ومنشغلين بها.

ومن خلال السمع والبصر، فلابد من تقديم نماذج قدوة حقيقية بعيدًا عن المهللين والمهرجين والباحثين عن المادة فقط؛ بصرف النظر عن القيم أو الانتماء، فلابد أن يستعيد المجتمع رشده وعقله وأهدافه الكبرى.

فالأسرة وحدها لن تستطيع أن تقوم بدورها بمعزل من المجتمع.لتؤكد على دور الأسرة، وأن يعود دور المسجد فى التربية المجتمعية،.وزيادة البث الصوري الموجه للطفل، مع انتقاء الجيد وإنتاج  افلام وقصص للصغار مثل كارتون عربى للأطفال، ويمثل واقعنا ومجتمعنا العربى المسلم.

فالتليفزيون المحلى والفضائيات تقدم أسوأ نماذج القدوة لأطفالنا، وهي نماذج ممسوخة ومصنوعة يعدها الإعلام الذي مسيطر عليه من قبل الاخطبوط الصهيوني العالمي الذي يمتلك كل وسائل الاعلام ويوجهها، ويقدمها ليربح، وهى نماذج مثيرة جنسيا تنالا لإعجاب لدى الجنسين.

ويستغل هذا الإعلام عدم وجود القدوة والمثل الأعلى؛ فيقدم الابتذال وكل إشكال العهر الفاضح للجسد، والسباق المثير بين الفريسة والصياد.

هذا يحدث فى ظل غياب نماذج القدوة فى المنزل والمدرسة والإعلام والانحطاط الأخلاقي والقيم، وعدم وجود الهدف المشترك الذى يجمع المجتمع.

ومن هنا تصبح خطورة الصور على أنه وبقدر ما تفضح الصورة حجم المأساة الاجتماعية المتخفية بقدر ما تخرق حجب المسكوت عنه في المتغير الاجتماعي الذي اصبح لايطاق نتيجة القهر الاجتماعي المفروض على ما مسموح به وهو حق الشعوب بالعيش والتمتع بالحياة من هنا يجب إن يبرز دورا لمعلم والأب والأم والمؤسسات التعليمية بجانب دور الأسرة؛ هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المدرسة والمعلمين.

فالمعلم يجب أن يكون قدوة يقتدي بها الطفل، ويجب أن يعي دوره جيدًا، ويوجه الأطفال فى مرحلة الطفولة؛ لأن هناك فيجب أن لا نهمل دور المؤسسات الاجتماعية المحيطة بالطفل (التى تؤثر فيه ويتأثر بها)، ونلقى اللوم على الإعلام وحده. التحكم في التكنولوجيات الحديثة وبناء مجتمع المعرفة ومن ذلك الاستراتيجية المتناسقة الأبعاد.

تلك الصورة التي ربما تبقى في جانب منها شفاهية حدود أننا نجد الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، يستطيع التواصل مع القصص التي تعتمد على الصورة فقط ، ويتفاعل معها وأن الطفل يستطيع تمييز مالا يستطيعه الكبار، وتنطبع الصوره بذهنه بسهولة ويسر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال