فدوى طوقان.. جسدت العواطف في شعرها وعزفت اللحن الأخير وحدي مع الأيام وجدتها في تموز والشيء الآخر

تعتبر مجموعتها الشعرية "اللحن الأخير" حركة في إيقاع متصل نابض بالألم والعناد والاكتشاف. و"اللحن الأخير" بالنسبة للشاعرة هو خلاصة لتصفية حساب مع قرن من الزمن، إيذاناً باستقبال عصر جديد. 
إنها شاعرة فلسطين الكبيرة فدوى طوقان، التي قدمت لحنها الأخير "اللحن الأخير" في عام الفين، لتكون تلك مجموعتها الثامنة بعد "وحدي مع الأيام وجدتها ـ أعطنا حباً ـ أمام الباب المغلق ـ الليل والفرسان ـ على قمة الدنيا وحيداً ـ تموز والشيء الآخر". 
و"اللحن الأخير"، خلاصة تجربة حب عاشتها الشاعرة وهي في هذا العمر مع رجل أحب عينيها وأحبت روحه.
فارقت الحياة عن عمر يناهز 86 عاماً، عاشت معظمها متربعة على عرش الشعر، وقدمت خلالها الكثير، فهي من تغنت اللغة مع مداد قلمها فثمة جمال وثراء وينابيع فرح، وابتسامات قوس، وهي التي أدركت محدودية الحياة، وأدركت أيضاً أننا نستطيع أن نجعل هذه الحياة أكثر جمالاً. هي من مثلت لها قوة الحياة عدم الاعتراف بوطأة الزمن، وهي من كانت كتابتها صوت روحها. 
ولدت فدوى طوقان بنت المرحوم عبد الفتاح طوقان وشقيقة الشاعر المرحوم إبراهيم طوقان في مدينة نابلس في فصل الشتاء عام 1919 . تلقت دراستها في نابلس، ولم تتح لها الظروف إتمام تعليمها الجامعي في الخارج فأكبت تسد هذا النقص بالدراسة الشخصية، وكان ابراهيم طوقان شقيقها، يوليها عنايته، بالإضافة إلى دروس خاصة في اللغة الإنجليزية التي ما انفكت تطالع آثارها بجد واستمرار. 
تعرفت إلى عالم الشعر عن طريق أخيها الشاعر إبراهيم طوقان. وقد عالج شعرها الموضوعات الشخصية والجماعية، وكانت من أوائل الشعراء الذين عملوا على تجسيد العواطف في شعرهم .وقد وضعت بذلك أساسيات قوية للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع. تحوّلت من كتابة الشعر الرومانسي بالأوزان التقليدية، الذي برعت فيه، إلى الشعر الحر في بدايات حركته، وعالج شعرها عدداً كبيراً من الموضوعات الشخصية والجماعية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال