أمين صالح قاص وروائي وشاعر وكاتب سيناريو ومترجم بحريني يأتي في طليعة أهم الأسماء الإبداعية العربية التي تجنح إلى الصمت وتنفر من أضواء الشهرة الزائفة في معظم الأحوال والمضللة في بعض الأحيان. هو من تلك الفئة من الكتاب التي لا ترى خلاصا لها إلا بالكتابة وحدها فهي الهواء الذي يتنفسه والأفق اللانهائي الذي يحلق فيه ويخلخل بأجنحته ذرات هوائه. إنه لا يخفي تحصنه بالكتابة ضد ما يسميه (الإحساس القاهر بالهامشية) في عالم لا ينظر إلى الإنسان إلا بوصفه شيئا في منظومة لانهائية من الأشياء التي تهيمن عليها قيم الاستهلاك الذي أصبح السمة الغالبة على هذا العصر.
(أنا خجول وأخرق وقليل الكلام ولا أحسن التعامل مع الناس) هكذا يصف أمين صالح نفسه في معرض تبرير انصرافه وابتعاده عن الأحداث والفعاليات الثقافية التي يحظى المشاركون فيها بشيء من الضوء الذي ربما دغدغ خيلاء البعض وربما أرضى غرور البعض الآخر غير أن السبب الحقيقي على الأرجح لعزوفه عن المهرجانية هو تيقنه من أن بريق الأضواء وبهرجها سيصرفه عن شاغله الأساسي والأوحد وهو الكتابة.
جرب أمين صالح في أشكال كتابية شتى فكتب القصة والرواية والسيناريو والشعر والمقالة وأبدع في كل منها وإن كان الوصف الذي غلب عليه هو كونه قاصا وروائيا وكاتب سرد بشكل عام. غير أن المتابعين لتجربته والقريبين منها واللصيقين بها يجدون أنه أقرب إلى روح الشعر ونبضه ليس فيما يكتبه فحسب بل وفي طريقة عيشه وفي سلوكه اليومي أيضا كما يشير إلى ذلك صديقه الأقرب ونصفه الإبداعي والإنساني الآخر قاسم حداد الذي يقول لنا كذلك أننا سوف نواجه صعوبة (في معرفة الحدود بين أمين الشخص وأمين النص) لفرط تماهيه مع نصه وتلبس نصه له. تذوب في الكثير من نصوص أمين صالح الحدود الفاصلة والقاطعة بين جنس كتابي وآخر ويستعصي الكثير منها على التصنيف وهي مسألة لا تؤرقه ولا تشكل له هاجسا ملحا فيما يظهر فهو يرى أن مصطلح النص الذي عادة ما توصف به كتاباته يمكن أن يخدم في تمييز ذلك الضرب من الكتابة الذي لا ينتمي بشكل واضح إلى أي شكل من الأشكال الكتابية المعروفة والمطروقة برغم تحفظه الذي لا يخفيه حول هذا المصطلح.
ليس مهما الشكل الكتابي الذي تختار أن تعبر من خلاله عن ذاتك ولكن المهم هو (الجوهر الفعلي للإبداع). هذا ما يريد لنا أمين صالح أن نعرفه وهو درس واحد من الدروس الكثيرة التي حق لنا أن نأخذها عنه ونستلهمها منه.
التسميات
أعلام