المنظور الإيديولوجي:
أول من أعطاه شكله الجديد في الرواية وسمّاه (وجهة النظر) Point of View هو هنري جيمس، ثم جاء بيرسي لوبوك فأرسى قواعده.
ثم تتالت الأبحاث والدراسات حوله من قبل الأمريكييْن: فريدمان، وسيمور شاتمان، والفرنسيين: جان بويون، وتودوروف، وجيرار جينيت، والروسييْن: باختين، وأوسبنسكي، وغيرهم.
وقد اعتمدت الباحثة آراء أوسبنسكي في كتابه (نظرية الصياغة) 1970، حيث يمثل (المنظور الإيديولوجي) عنده منظومة القيم العامة لرؤية العالم ذهنياً.
فهو يتخلل كل أجزاء العمل الأدبي.
فهو يتخلل كل أجزاء العمل الأدبي.
وقد كان (الكورس) في الدراما اليونانية يلتزم بهذه المنظومة، فيعلّق على الأحداث والشخصيات، ويقيّمها وفق الإيديولوجية الحاكمة.
وقد قام (الراوي) بنفس الدور في الرواية الكلاسية والواقعية، فكان يعلّق على الأحداث، ويقيّمها.
وعندما خفت صوت الراوي، ودعا الروائيون المجدّدون إلى انتفاء شخصية الكاتب لم تعد هذه الإيديولوجية تظهر بشكل مباشر، لجأ الكاتب إلى أساليب أكثر مهارة ليوحي للقارئ بهذه القيم العامة.
في حين امتنع بعض الأدباء عن اتخاذ موقف عام، وتركوا القيم النسبية الذاتية للشخصيات والقارئ لتتفاعل حرة مع بعضها بعضاً.
وترتب على ذلك أن أصبح المنظور الإيديولوجي الذي يحكم العمل الأدبي أبعد ما يكون عن التحديد، وتحديده يعتمد على الفهم الغريزي للقارئ، واحتماله أكثر من تأويل.
التسميات
دراسات روائية