حاول الباحث الدخول إلى المنهج البنيوي، تطبيقياً، من خلال (التصوّرات الثنائية) حيث درس خمس مقطوعات شعرية: لتميم بن مقبل (ثلاثة أبيات)، وأبي محجن الثقفي (ثلاثة أبيات)، وعمر بن أبي ربيعة (12 بيتاً)، وأبي الهندي (16 بيتاً)، وابن الرومي (أربعة أبيات).
ففي أبيات ابن مقبل التي مطلعها:
وما الدهرُ إلا تارتانِ فمنهما ++ أموتُ، وأخرى أبتغي العيش أكدحُ
تتحرك الأبيات في فضاء من التصوّرات الأساسية سمتها المميّزة أنها (تصوّرات ثنائية): فالدهر تارتان: إحداهما موت والأخرى كدح من أجل البقاء.
وكلاهما مأساوي، فالكدح صورة من صورة الموت. والثنائية الضدية:
الحياة / الموت تعتبر الدهر ذا وجهين: سعادة /وشقاء. وتتجسّد الثنائية في المثنى (منهما) أولاً، وفي التركيب:
أموت أكدح، وفي الثنائية: منهما /وأخرى، وفي الثنائية: أموت /أبتغي.
وفي تحليله لأبيات أبي محجن التي مطلعها:
كفى حَزَناً أن تطردَ الخيلُ بالقنا ++ وأُتركَ مشدوداً عليّ وثاقيا
يضيف الباحث إلى معالجة (التصوّرات الثنائية) التي تجسّدها: المغلق /المفتوح، معالجة (البنية الصوتية) في إطلاق قافية القصيدة، لتنتهي بالألف الممدودة، مجسّدة حنين الذات العِميق ونزوعها إلى الانطلاق خارج المدار المغلق:
القنا /وثاقيا، أي أن القافية تشكل طرفاً من ثنائية ضدية طرفها الآخر التجربة الأساسية: /القيد و/الحصار. فتصبح القافية والإيقاع انفجاراً داخلياً يتموّج عبر جسد القصيدة، في نزوع يتجدد في كل بيت ويشكل قرار القصيدة النهائي.
والتجلّي الثاني لحركة المكوّنات الصوتية هو التناوس بين الأصوات الخفيفة (ف، ح، د، خ -و) وبين القاف الثقيلة (وثاقيا).
التسميات
تطبيقات بنيوية