عندما كتبت روايتها الأولى في مطلع عام 96م كانت تجربة وليدة وجديدة، وقوبلت بالاحتفاء من العنوان إلى الغلاف، إلى الدرجة التي جعلت شاعرا بحجم نزار قباني يقول عن تلك الرواية (لقد دوختني) رواية ذاكرة الجسد كانت مليئة بالشعرية وهو ماجعل نزار قباني يقول تلك المقولة فهي شفافة وشاعرية وقريبة من رؤيته للحياة..
كانت في بداية مشوارها، وعلى الرغم من كونها بعيدة عن موطنها الجزائر إلا أنها استطاعت بهذه الرواية أن تكون قريبة من همومه ومعطيات عصره، وكشفت بدون رتوش وبدون أية حدود الواقع المؤلم للشعب الجزائري، وهي في هذا المجال قد لا تكون الفريدة من نوعها وليست الوحيدة التي اختارت هذا الموضوع الذي يعري مرحلة بكاملها فهي مرحلة ما بعد الثورة ونهب المكتسبات التي حصل عليها الشعب الجزائري ولكنه لم يستفد منها وإنما استطاع مجموعة من المتسلقين الصعود على أكتافه وسرقة ثرواته وخيراته.. حراس الفضيلة ونهاب الخيرات وغيرها من المسميات التي أضفت على الرواية طابعاً خاصاً استطاع أن يقفز بها إلى مصاف الروايات الجادة التي سيطرت على الشارع العربي..
وعندما نعرف أن طبعات الرواية تجاوزت الخمس عشرة طبعة فإننا سنعرف حينها المدى الذي وصلت إليه هذه الروائية عند القارئ العربي.. القارئ الشاب والشابة والرجل الذي لا يخجل أن يقرأ تلك الرواية أمام زوجته كون الكاتبة أنثى والرواية مليئة بالبوح..
حوربت الكاتبة وقيل إنها لم تكتبها وإنما كتبها لها الشاعر سعدي يوسف وغيرها من الاتهامات لكنها لم تأبه بها ولم ترد عليها واكتفت بمواصلة مشوارها الصحفي والكتابي، لتخرج بعد سنوات قليلة برواية أخرى هي (فوض الحواس) والتي جاءت مكملة لعملها الأول، لكنها لم تكن بتلك القوة وهو أمر طبيعي، فليس شرطاً أن يقدم الكاتب كل يوم عملا أقوى من الأول، وهو أيضاً المأزق الذي أحرج كثيراً من الكتاب الذين بدأوا بقوة أو وصلوا إلى مرحلة القمة في وقت مبكر مما يجعلهم إما أن يتوقفوا عند العمل الأول أو أن يواصلوا مشوارهم معتمدين على سمعة (الضربة الأولى) وهو ما تجاوزته الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي التي استطاعت خلال أقل من عقد أن تنجز هذين العملين، إلا أنها بعملها الأخير (عابر سرير) ربما تدفع الكثيرين للقول إنها فعلاً اعتمدت على روايتها الأولى فقط، فهل يصح ذلك أم أنها تخرج برواية أخرى لتفند هذا القول؟
التسميات
أعلام