انتقل الباحث إلى التعريف بالبنية وبالبنيوية وتطبيقاتها في العلوم الإنسانية، فرأى أن مصطلح (البنية) مشتق، في اللغات الأوربية، من الأصل اللاتيني Stuere الذي يعني (البناء) أو الطريقة التي يُشاد بها المبنى.
ثم امتد مفهوم الكلمة ليشمل وضع الأجزاء في مبنى ما.
ولا يبعد هذا المعنى عن أصل الكلمة في الاستخدام العربي القديم للدلالة على التشييد والبناء والتركيب.
وقد تحدث النحاة عن (البناء) مقابل الإعراب، وتصوروه على أنه التركيب والصيغة.
ومن هنا جاءت تسميتهم (للمبني) للمعلوم و(المبني) للمجهول.
وأما تعريف (البنية) اصطلاحاً فيعتمد على التصور الوظيفي للبنية كعنصر جزئي مندمج في (كل) أشمل.
وقد ركز هذا التصور على السياق، وعالج به كثيراً من مشكلات اللغة، كمشكلة الترادف (توافق المعنى واختلاف المبنى: سكين/ مدية)، ومشكلة المشترك اللفظي (اختلاف المعنى واتفاق المبنى: البِرّ، والبَرّ، والبُرّ).
والنموذج الواضح لهذا التصور هو علم الصوتيات الذي يرى في الوحدات الصوتية (الفونيمات) أو الحروف عناصر ذات معنى، ولكنها لا تكتسب معناها إلا بدخولها في نظام أشمل منها.
وقد استخدم شتراوس هذا التصور الصوتي في دراسته لظاهرة القرابة في المجتمعات البدائية.
التسميات
تطبيقات بنيوية