يعد القاص العراقي أمجد توفيق واحداً من الروائيين العراقيين الذين يمثلون جسرا بين جيلين فقد نشر أول نتاجاته في الستينيات من القرن الماضي وواصل نشاطه الإبداعي حتى أصدر مجموعته الاولى (الثلج الثلج) بداية السبعينيات، ثم أتبعها بمجموعته الأخرى (الثلج الابيض) وبعدها أصدر روايته (قلعة تارا) ثم أصدر رواية (برج المطر) عام 2000، فيما كانت روايته الأخيرة (طفولة جبل) قد صدرت عام 2002 ، وأمجد توفيق كان قد رأس تحرير مجلة الطليعة الأدبية ثم مجلة فنون في الثمانينيات.
وهو يختار مفرداته في كتاباته القصصية بعناية فائقة، وينقل أفكاره بوضوح وينطلق من المكان في أغلب رواياته التي غالبا ما تتصف بالحوار بين أبطالها ليكشف من خلال ذلك ما يريد قوله ويفصح عن نظرته للحياة بكلمات يقلبها كما يشاء ولكنها تظل تدور في فلكه هو منتجة أسلوبه الخاص.
وهو بالإضافة إلى ذلك يعد ناقداً بارعاً، لايكتفي بمجرد الكتابة الروائية لينطلق من ذلك إلى الأفق النقدي، وهو يتجول بذلك في الأعمال السردية بشكل يوحي بأن لديه ممكنات نقدية، ويتوفر لديه الأسلوب الصحيح لتقديم وجهات نظر نقدية فيما يكتب هو وفيما يكتبه الآخرون.
لقد صقلته التجارب الكبيرة التي مرت به وبغيره من الأجيال.. ففي ساحة مثل العراق يتواجد فيها عدد كبير من المبدعين والنقاد خاصة في السرد القصصي والروائي، يصبح الوقوف على الساحة بثبات من الأمور الصعبة جداً، ,إذا أضيفت لها الرؤية النقدية فإن الأمر يصبح أصعب بكثير..
هذا التحدي يبدو أن القاص والروائي أمجد توفيق قد قبله، وبذلك فهو قد حظي بمساحة جيدة على الساحة السردية، لكنه بالتأكيد لايبدو قانعاً بهذا المنجز، الذي يستعد حالياً لاستكماله من خلال مجموعة من الأعمال الروائية والنقدية والكتابة الذاتية التي يعتبرها جزءا لايتجزأ من شخصيته الثقافية والكتابية.
ينطلق أمجد توفيق من خلال مجموعة من الروايات إلى آفاق واسعة، فهو لايحصر أعماله في الكتابة عن الحرب مثلاً، وإن كانت الكتابة عن هذا الموضوع في دولة مثل العراق والتي تمر بمثل هذه الظروف تبدو ملحة وشديدة الإلحاح في بعض الأحيان، نظراً للضغط الهائل الذي تشكله هذه الموضوعة بالنسبة للشعب برمته، فما بالك بشخص اعتبر نفسه متصدياً لمثل هذه الأمور.
وهو بكل تأكيد لايعتبر نفسه مدافعاً بمعنى أن يكون أشبه بمنظمة إنسانية أو رجل سلام، لكن المبدع الحقيقي هو من يمتلك رؤية واضحة لمثل هذه المواضيع، وبذلك ربما يغدو هذا المبدع متميزاً إذا أحسن استخدام مثل هذه المواضيع الشائكة، التي وقع في فخها كثير من الكتاب على امتداد الوطن العربي، بل وعلى امتداد الساحة العالمية لكن قلة هم الذين ينجحون في ذلك.
وبهذا أيضاً لامشاحة إن تذكرنا أنه كاتب يعرف لماذا يطرق هذا الموضوع المهم، بكل تأكيد فهو يعتقد أن هذه الحرب هي حرب من نوع خاص تستحق من يطرق موضوعها بكل عناية ودقة.
التسميات
أعلام