محمد ابراهيم أبو سنة.. التأثر بالمدرسة الرومانتيكية الانجليزية لتخفيف سطوة التراث العربي على موهبته الشعرية، ألوان من الشعر، غازلة الثوب الأزرق

يتميزالشاعر محمد ابراهيم ابو سنة بأنه مرهف الحس ويمتلك موهبة فريدة واسلوبا يتدفق بالنعومة والسحر والجمال.. انفتح على كل التيارات الشعرية متذوقاً كل ما هو جيد، سواء على مستوى الشعر القديم او التقليدي او الحديث، وتفاعل مع التيارات الشعرية المختلفة مع احتفاظه بخصوصية الرؤية، و لم يكن انحيازه لحركة الحداثة انحيازاً اعمى، حيث إن لديه قدرا من التجرد، بسبب نشأته الازهرية وحفظه القرآن الكريم، لذا كان من الصعب عليه ان ينفصل عن التراث العربي سواء على المستوى الفكري او الادبي او الفني. 
للشاعر محمد ابو سنة اطلاع واسع في الادب الغربي، وقد تأثر بالمدرسة الرومانتيكية الانجليزية وخصوصاً شيلي وكيتس وبايرون، و تأثر بالادب الفرنسي، خاصة بودلير ولامارتين، كما تأثر بالمدرسة الواقعية، وقد كان هدفه من التوجه الى الادب الغربي تخفيف سطوة التراث العربي وسلطانه على موهبته الشعرية. 
ولد أبو سنة بقرية الودي بمحافظة الجيزة في الخامس من مارس عام 1937، وفي سن العاشرة نزح الى القاهرة وحفظ القرآن الكريم في مدرسة بجوار مسجد الحسين ثم التحق بمعهد القاهرة الديني الابتدائي، وتخرج عام 1964 في كلية الدراسات العربية - جامعة الازهر بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف.. وعمل عشر سنوات محرراً سياسياً بالهيئة العامة للاستعلامات، وفي يناير 1976 انتقل للعمل الاذاعي بإذاعة البرنامج الثقافي، وتدرج حتى اصبح نائباً لرئيس الشبكة الثقافية ثم نائباً لرئيس الاذاعة المصرية. و امضى خمسة وعشرين عاماً يقدم البرنامج الإذاعي اليومي "الوان من الشعر" ، وقدم من خلاله الاف القصائد من الشعر العربي القديم والشعر العربي المعاصر والشعر المترجم لكل الاجيال، وهو عمل فني في المقام الاول اوصل الشعر الى الملايين. 
اصدر ابو سنة احد عشر ديواناً شعرياً، اولها "قلبي وغازلة الثوب الازرق" عام 1965، واخرها "شجر الكلام" عام 2000 ، بالاضافة الى مسرحيتين شعريتين وعدد كبير من الدراسات وترجمة عدد من القصائد الارمنية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال