الميتامسرح وعلاقته مع الأنواع الدرامية الجادة (التراجيديا) والهازلة - الكوميديا، التراجيكوميديا والمحاكاة الساخرة

لقد مكننا وضع الميتامسرح في إطار شعرية النوع الدرامي من الكشف عن العلاقة القائمة بين هذا الإجراء وبين الأنواع الدرامية الجادة (التراجيديا) والهازلة (الكوميديا، التراجيكوميديا والمحاكاة الساخرة).

وهي علاقة تستثمر، بشكل واضح، المناخ السائد في هذا النوع أو ذاك بشكل يجعل الممارسة الميتامسرحية تتكيف مع هذا المناخ، وتستفيد من مكونات وخصائص كل نوع.

ففي التراجيديا، يفتح الميتامسرح أفقا للمضاعفة المسرحية يكسر الإيقاع الذي يسير عليه الحدث التراجيدي، ويفتح للمؤلف هامشا لتضمين موقف أو فكرة تخص تصوره عن المسرح.

وفي الكوميديا، يصبح الميتامسرح هو الوجه الجاد - إن صح القول - للضحك، لأنه يتحول إلى تعبير عن الرؤية النقدية التي يتضمنها هذا الضحك.

وفي التراجيكوميديا، يتحول الميتامسرح إلى ممارسة تدميرية لمفهوم النوع وللإيديولوجيا التي تسكنه.

وبهذا المظهر نفسه نجده في المحاكاة الساخرة، لكن بطريقة مختلفة تقوم بالأساس على خلق تصادم بين نصين، تصبح سخرية أحدهما من الآخر سخرية من النوع، وبالتالي من النسق الأدبي والاجتماعي بشكل عام.

إن استحضار هذا الإطارالنوعي أثناء ملامسة التجليات المختلفة للميتامسرح سواء في المسرح الغربي أو في المسرح العربي، مسألة جوهرية لا يمكن التملص منها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال