التعليم في عصر المعلومات ونقل الواقع وحيويته إلى المدرسة.. جعل قاعة الدراسة مسرحاً لممارسة مهارات اللغة

إن التعليم في عصر المعلومات يتجه نحو تنوع المعارف والمهارات
وقد أصبح ممكناً للمدرسة بفضل الحواسيب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات محاكاة الواقع الخارجي داخل أسوارها.
وبعد أن توافرت للطالب وسائل عديدة للتواصل المباشر مع مصادر المعرفة، أصبح الاعتقاد يقينياً بأن تكنولوجيا المعلومات هي الوسيلة الفعّالة لنقل الواقع وحيويته إلى المدرسة, بغية أن يصبح التعليم أكثر واقعية وتشويقاً.
وإذا مانظرنا إلى المتعلم العربي, نرى أنه يدرس مقررات اللغة العربية جميعها لكننا نلحظ قصوراً أو ضعفاً في نقاط أساسية تتعلّق بالمهارات
لذلك لابد من أن نركز في مقرراتنا العربية على مهارات عالية في اللغة العربية لنصل إلى المتعلّم المبدع الخلاّق.
ولايتحقق هذا إلا بتنمية وتفعيل مهارات اللغة المتناسبة مع المرحلة العمرية والذهنية للمتعلم وهي:
- القراءة (الفاعلة والواعية بشقيها السرعة وعمق الفهم).
- المحادثة (الواقعية المفهومة بوضوح والمقنعة والتي تعتمد على الدليل والبرهان).
- الاستماع (إلى متكلمي اللغة وفهم مرادهم فهماً مباشراً – الاصطفائي).
- الكتابة (ومنها كتابة المقالات والبحوث والكتابة الإبداعية: "الخاطرة، اليوميات، القصص، الشعر..." والكتابة الوظيفية: "الرسائل الرسمية، بطاقات الدعوة، خطابات الاعتذار...").
لكن اكتساب وتملّك المتعلم هذه المهارات يحتاج إلى خلق جو مناسب وظروف مساعدة تتجلى في الاستفادة من معطيات العصر الحديث المتقدمة (تكنولوجيا التعليم) كمخابر اللغات والحاسوب والأنترنيت وقاعة الفيديو والمسرح وغيرها...
أما التركيز على استخدام اللغة العربية الفصيحة الاتصالية المتكاملة والتعبيرية المباشرة فسيجعل قاعة الدراسة مسرحاً لممارسة مهارات اللغة، وذلك باستخدام قاعة الفيديو للاستماع والمشاهدة والحاسوب اللغوي الحديث المرتبط بشبكة المعلومات (الأنترنيت).
والهدف هو التأكيد على الجانب العملي, والتطبيقي والاهتمام بالجانب الوظيفي المتصل بحياة المتعلم المستقبلية وتنمية قدراته وإشباع ميوله وتحقيق فائدة جادة له مع تدريبه على طرق جمع المعلومات، ممّا يساعده على استغلال وقته أحسن استغلال بطريقة ممتعة مسلية.
وهذا الأسلوب يسمى (Smart class): أي القدرة على التعلّم الذاتي والإبداع واكتساب المهارات والخبرات عن طريق توظيف التكنولوجيا الحديثة التي تساعد على نجاح الطالب باستفادته من خبراته بالممارسة المباشرة.
لذلك تؤكد التربية الحديثة أهمية العناية بتمكين المتعلمين من المهارات اللغوية التي تعينهم على استخدام اللغة العربية في المواقف الحيوية
وهذا التمكن لايتحقّق بتعريفهم باللغة وقواعد استخدامها فحسب ولايحصل بالتعليم العشوائي الذي يقوم على التكرار ولا يرتكز على تشخيص واقع المتعلمين
التكرارلا يصبح مفيداً إلا إذا كان تدريباً على ممارسات سليمة, لترسيخ هذه الاستجابات الصحيحة وتثبيتها.
وهذا يتجلى في تدريس الإملاء في المرحلة الابتدائية على سبيل المثال: حيث يتم عن طريق إملاء عبارات وجمل على المتعلمين يتلوه تصحيح وهكذا...
ولا شك بأن الإملاء بهذه الصورة يعد نوعاً من أنواع الاختبار، لكن يفترض أن تسبقه عملية تعليم وتدريب من خلال استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ليتمكن المتعلم من اكتساب المهارة بشكل أفضل وبأسلوب مشوّق وممتع، حيث يمتلك بهذا الأسلوب التكنولوجي (الحاسوب) مهارة تصويب أخطائه الإملائية بنفسه، ويعيد كتابتها محاولاً بأسلوب اختيار من متعدّد أن يصل إلى الإجابة الصحيحة، ممّا يعزز عنده حب اللغة والتعامل معها بسهولة ويسر.
أما المعلم فيكون قد امتلك أداة مناسبة يمكن أن يستخدمها لتشخيص مستوى طلابه ومواطن ضعفهم في المهارات الكتابية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال