يمثل الناقد محمد العباس علامة بارزة في الثقافة السعودية، وربما على المستوى العربي، إذ استطاع أن يشق طريقه خلال السنوات الخمس الأخيرة، كناقد لم يأت من البوابة الأكاديمية ولم يوشم كتاباته حتى الآن بحرف د.
تمكن العباس خلال هذه السنوات من أن يضع بصمة واضحة لنفسه في الكتابة وأن يقدم نموذجاً خاصاً لكتاباته. وقد دفع به ذلك إلى أن يوجد له مجموعة كبيرة من العداوات المتنوعة بجدارة أيضاً. إلا أن هذه العداوات ظلت بعيدة عن متناول الصحافة والكتابات إجمالاً.
تجلت ثقافته المتنوعة التي لم يكتسبها من جامعة أو مدرسة مما تشربه منذ صغره.. منذ أن كان يحبو بين ردهات المثقفين والمتنورين في عصر قل فيه من يهتم بهذا الشيء، بل إن المحيطين به كانوا يحتقرون كل ما يمت للثقافة بصلة، إذ كانت أشبه بالوصمة منها إلى أي شيء آخر..
في بداية الثمانينات كان العباس مولعاً بالشعر، وبالمصادفة عثر على بعض القصائد التي كتبها، إلا أنه لم يعلن حتى الآن عن أي مشروع شعري من أي نوع، لأنه فضل أن يكون ناقداً على أن يكون مبدعاً، على أن الكثير ممن يتابعون قراءاته في الجرائد المحلية والعربية يجمعون على كونه ناقداً مبدعاً، لا بمعنى متميز وهو أمر آخر، ولكن بمعنى أنه (ناقد إبداعي) أو (النقد بوصفه إبداعاً في حد ذاته).
المعضلة الأساسية لدى العباس كما يصفها البعض أنه يكتب في كل صنوف الإبداع دون تمييز وبلغة متعالية لا يريد التنازل عنها حتى لو كتب أدباً شعبياً أو حتى حول مسلسل (طاش ما طاش).
التسميات
أعلام