الفضاء الحكائي.. الفضاء الجغرافي دون انفصال عن دلالته الحضارية

أما (الفضاء الحكائي) فقد لاحظ الباحث فيه عدم وجود مفهوم للمكان! ومن هنا مضى يحدد (الفضاء كمعادل للمكان) أو كحيّز مكاني، أي فضاء جغرافي.

فعرض رؤية جوليا كريستيفا للفضاء الجغرافي. ولكنها لم تجعله منفصلاً عن دلالته الحضارية، فهو يتشكل من خلال العالم القصصي، ويحمل معه جميع الدلالات الملازمة له والتي تكون عادة مرتبطة بعصر من العصور حيث تسود ثقافة معينة أو رؤية خاصة للعالم تسميها (إيديولوجيم) العصر.

فالإيديولوجيم هو الطابع التقدمي العام الغالب في عصر من العصور، ولذلك ينبغي أن يُدرس الفضاء الروائي في تناصيّته.

وهي ترى أن الفضاء الجغرافي/ المكاني بالنسبة لعصر الروائي أنطوان دي لاسال A.de La Sale (1385-1460) محدّد بمفهوم الفضاء في بداية عصر النهضة، وذلك قبل أن يُكتشف الفضاء الخارجي، وقبل أن يمتد التحليل العلمي إلى أعماق اللاشعور.

إنه فضاء متميّز عما كان يتصوّره أدباء العصور الوسطى الذين كانوا يؤسسون فضاء تتقابل فيه السماء مع الأرض، بحيث تتخذ رحلة البطل الرئيسية بعداً عمودياً بالإضافة إلى إمكانية الحركة في بعد أفقي أيضاً.

وما يطبع الفضاء في القرون الوسطى هو التعارض الكامل بين الأمكنة: فهناك تعارض بين السماء/ والأرض، وتعارض بين الجنة/ والنار، وتعارض بين الدير/ ومكان الخطيئة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال