غولدمان: البنيوية التكوينية ورؤية العالم
مقدمة:
يُعدّ لوسيان غولدمان من أهمّ منظّري النقد الأدبي في القرن العشرين. طوّر منهجًا نقديًا يُعرف باسم "البنيوية التكوينية" ربط فيه بين النصوص الأدبية وسياقها الاجتماعي والتاريخي.
البنيوية التكوينية:
- مفهوم البنية: تختلف نظرة غولدمان عن البنية عن تلك التي تبناها النقد البنيوي الشكلي. فهو لا يرى البنية كيانًا ثابتًا بل كعملية ديناميكية تتفاعل مع السياق الاجتماعي والتاريخي.
- رؤية العالم: يرى غولدمان أنّ لكلّ طبقة اجتماعية "رؤية للعالم" تُشكّل وعيها وتُؤثّر على إنتاجها الثقافي.
- الوعي الممكن والوعي الفعلي: يميز غولدمان بين "الوعي الممكن" و"الوعي الفعلي". فالوعي الممكن هو ما يمكن أن تفعله طبقة اجتماعية ما، بينما الوعي الفعلي هو ما تعيشه هذه الطبقة في الواقع.
- التشيؤ: يربط غولدمان مفهوم "التشيؤ" بالواقع الاقتصادي الرأسمالي. ففي ظلّ الرأسمالية، تُصبح العلاقات بين الناس علاقات تبادل بين سلع، ممّا يُؤدّي إلى اغتراب الإنسان وفقدانه إنسانيته.
تطبيقات منهج غولدمان:
- بودلير: درس غولدمان قصيدة "القطط" لبودلير، وبيّن كيف تُعبّر هذه القصيدة عن رؤية بودلير للعالم كعالم قاتم ومليء باليأس.
- جينيه: اهتمّ غولدمان بأعمال جان جينيه، وبيّن كيف تُجسّد هذه الأعمال رؤية جينيه للعالم كعالم مُعادٍ للطبقة الكادحة.
- سارتر: درس غولدمان مسرحيات سارتر، وبيّن كيف تُعبّر هذه المسرحيات عن تحوّل سارتر من الوجودية إلى الاهتمام بالمسائل الاجتماعية والوطنية.
- الرواية الجديدة: درس غولدمان الرواية الجديدة في فرنسا، وبيّن كيف تُعبّر هذه الروايات عن أزمة الإنسان في المجتمع الرأسمالي.
أهمية غولدمان:
- ربط الأدب بسياقه الاجتماعي والتاريخي: يُعدّ غولدمان من أهمّ النقاد الذين ربطوا بين الأدب وسياقه الاجتماعي والتاريخي.
- التأكيد على دور الطبقات الاجتماعية في الإنتاج الثقافي: بيّن غولدمان أنّ لكلّ طبقة اجتماعية "رؤية للعالم" تُشكّل وعيها وتُؤثّر على إنتاجها الثقافي.
- تطوير منهج نقدي جديد: طوّر غولدمان منهجًا نقديًا جديدًا يُعرف باسم "البنيوية التكوينية" يُعدّ من أهمّ المناهج النقدية في القرن العشرين.
خاتمة:
- لعب لوسيان غولدمان دورًا هامًا في تطوير النقد الأدبي.
- لا تزال نظريات غولدمان ذات صلة حتى اليوم، وتقدم إطارًا قيمًا لفهم النصوص الأدبية وتحليلها.
التسميات
نماذج بنيوية