إذا كان زكريا إبراهيم قد جاء بكتاب بنيوي شامل، وأغفل النقد البنيوي، فإن (صلاح فضل) قد وضع كتابه (نظرية البنائية في النقد الأدبي) 1977(2) للنقد وحده.
ولعله أفضل كتاب وُضع بالعربية عن التنظير للنقد البنيوي آنذاك، لأنه كتاب علمي جاد، وضع بلغة نقدية، وعالج أصول البنيوية، واتجاهاتها، ومستوياتها.
وضرب في الصميم، فتحدث عن أصول البنيوية لدى سوسير، والشكلانيين الروس، وحلقة براغ اللغوية، والمدرسة الألسنية الأمريكية.
ثم عرف بالبنية وبالبنيوية، وتحدث عن تطبيقاتها في العلوم الإنسانية، وعن معاركها مع الوجودية. كما تحدث عن البنيوية في حقلي الأدب والنقد، وعن لغة الشعر، وتشريح القصة، والنظم السيميولوجية.
وبداية يصر الباحث على استعمال تسمية (البنائية) بدلاً من (البنيوية) قائلاً: "إن بعض الباحثين يستخدم كلمة بنيوية نسبة إلى البنية، وهو اشتقاق صائب لولا أنه يجرح النسيج الصوتي للكلمة بوقوع الواو (كذا!) بين ضرّتيها، بما يترتب على ذلك من تشدق حنكي عند النطق. وهذا ما جعلنا نعدل عن هذه التسمية ونفضل عليها (البنائية) لسلاستها وقرب مأخذها" (ص 17).
ومن الواضح تهافت هذا التعليل، فتسمية (البنيوية) هي التي شاعت وانتشرت ليس في بلدان المشرق العربي فقط، بل وفي بلدان المغرب الذي كان يعتمد تسمية (الهيكلية).
التسميات
نماذج نقدية روائية