قيمة الجمال في الحياة.. السلوك الحسن والمريح ثم التناسـق والانسجام الذين يثيران الراحةَ والاطمئنان في النفس

- الجميل في الحياة مرتبطٌ بالسلوك الحسن والمريح، وهو، في المظهر الحسي للكائن، مقدارٌ معيّنٌ من التناسـق والانسجام الذين يثيران الراحةَ والاطمئنان في النفس.

وهو، في الفن، يعني تأكيدَ الفنان على كل ما هو جميل، وتجسيده عبر الصورة الفنية الحية.

ومهمّةُ الناقد أن يستخرجَ "قيمةَ الجميل" هذه من النص، ويحدّد ملامحها، وكيفيّتها، ثم ينتقل إلى تقويم الجميل عبر تحوّله من "المفهوم" إلى "القيمة"، وما يُصاحِب ذلـك من  تحوّلات على صعيد النص.

- و"الجميل في الفن"، كما يؤكّد علماء الجمال، أكملُ منه في الطبيعة، لأنه، أي الجميل في الفن يتضمّن الجميلَ في الطبيعة مضافاً إليها تفّرد الفنان وخصوصيته، ووحدة الصورة الفنية التي لا تتكرّر.

- وللجميل وجهان أساسيان لا يتمّ إلاّ بتكاملهما وتفاعلهما معاً:
وجهٌ حسيّ مرتبط بخارج الشيء ومظهرِه. وهو يتعلّق بكلّ ما تقع عليه الحوا س، وبخاصة حاسة البصر.

ووجهٌ باطني، روحي لا يُرى إلا عبر السلوك ، واستطالاته المختلفة. 
ومن ميزات الوجـه الحسي للجميل التناسقُ بين أجزاء الشيء، والتفاعل فيما بينها، والتوازن، وعـدم التنافر.

فهو، في الإنسان، تناسـقٌ في المظهر، وتكاملٌ في الجوهر.
وهو، في الفن، تفاعلٌ بين شكل الصورة، ومحتواها.

- والجميلُ لا يكـونُ كذلك إلا ضمنَ الانسجام بين وجهيه الخارجي والباطني، الحسّي والروحي. ودون ذلك يشتدُّ التنافرُ، فيكون "القبيح"، أي أنّ "الجميلَ" يكون باتفاق الجانبين، وبغيرهما يصبح ناقصاً، وينحـدر ليصبح " قبيحًا". 

- والجميل في الفن، أعني في الشعر الذي هو مادة دراستنا هذه يتمثّل في قدرة الشاعر على رسم صورة فنيّة ناجحة ضمن مواصفات محدّدة، تنطوي على مقدارٍ فسيح من التأثير.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال