الروافد التاريخية للبنيوية:
مقدمة:
نشأت البنيوية في منتصف القرن العشرين كردّ فعل على المذاهب الفكرية السائدة آنذاك، مثل الرومانسية والواقعية، وسعيًا لفهم الظواهر الإنسانية بطريقة علمية ومنهجية. وتعدّدت الروافد التي ساهمت في تكوين هذا المنهج، نذكر منها:
1. الرافد الفلسفي:
- الوضعية: تأثرت البنيوية بفلسفة الوضعية التي ركزت على الملاحظة والتجربة كوسائل أساسية لفهم العالم. اعتبر البنيويون أنّ الظواهر الاجتماعية والثقافية يمكن دراستها وتحليلها بنفس الطريقة التي تُدرس بها الظواهر الطبيعية.
- الظواهرية: تأثرت البنيوية أيضًا بالظواهرية، التي تُركز على دراسة الظواهر كما هي مُدركة من قبل الفرد. اهتم البنيويون بفهم "البنى العقلية" التي تشكل إدراكنا للعالم، وكيفية تأثير هذه البنى على سلوكنا وتفاعلاتنا.
- اللسانيات: لعبت اللسانيات، خاصةً أعمال فرديناند دي سوسير، دورًا هامًا في تطور البنيوية. ركز دي سوسير على دراسة اللغة كنظام من العلامات المترابطة، وفكرة أنّ معنى الكلمة لا ينحصر في دلالتها الفردية، بل يتحدد من خلال علاقاتها بالعلامات الأخرى في النظام.
2. الرافد اللغوي:
- مدرسة جنييف: أسسها فرديناند دي سوسير، وركزت على دراسة اللغة كنظام من العلامات، ووضعت أسس اللسانيات الحديثة.
- الشكلانية الروسية: ظهرت في أوائل القرن العشرين، وركزت على دراسة النصوص الأدبية كأنظمة قائمة بذاتها، دون الاهتمام بسياقها التاريخي أو الاجتماعي.
- مدرسة النقد الجديد: ظهرت في الولايات المتحدة في منتصف القرن العشرين، وركزت على تحليل النصوص الأدبية من خلال التركيز على بنيتها الداخلية وعلاقاتها الداخلية.
3. رواد البنيوية:
- كلود ليفي ستروس: عالم أنثروبولوجيا فرنسي، يُعدّ من أهم رواد البنيوية. قام بتطبيق المنهج البنيوي على دراسة الأساطير والمجتمعات البدائية.
- رولان بارث: فيلسوف فرنسي، اشتهر بأعماله في النقد الأدبي ونظرية العلامات.
- جاك دريدا: فيلسوف فرنسي، اشتهر بأعماله في التفكيك والبنيوية.
ملاحظة:
- تُعدّ البنيوية حركة فكرية واسعة النطاق شملت مجالات متعددة مثل الفلسفة واللغويات وعلم الاجتماع والنقد الأدبي.
- تأثرت البنيوية بمذاهب فكرية وفلسفية سابقة، وساهمت في ظهور العديد من المذاهب الفكرية اللاحقة.
- لا تزال البنيوية موضوع نقاش وجدل بين الفلاسفة والعلماء حتى يومنا هذا.
التسميات
منهج بنيوي