من أحكام الضرورة الشعرية.. سماعية لا يسوغ للمولد إحداث شيء منها. ضعف الإعراب وقبح الزحاف. لابد للضرورة من علة تسوغها. قد تقع في النثر المسجوع

هناك عدة أحكام تتعلق بالضرورة، سأشير إلى بعضها في هذا المبحث إشارات عاجلة دون تفصيل، لأنها من مكملات البحث وليست من صلبه.

1ـ الضرورة سماعية لا يسوغ للمولد إحداث شيء منها: قال ابن جني في الخصائص، باب هل يجوز لنا في الشعر من الضرورة ما جاز للعرب أو لا؟: (سألت أبا علي الفارسي عن ذلك فقال: كما جاز أن نقيس منثورنا على منثورهم، فكذلك يجوز لنا أن نقيس شعرنا على شعرهم. فما أجازته الضرورة لهم أجازته لنا، وما حظرته عليهم حظرته علينا)[1].

2ـ البيت إذا تجاذبه أمران : ضعف الإعراب وقبح الزحاف، فإن كان الزحاف لايكسر البيت احْتُمِل وروعي جانب الإعراب، وإن كان ترك زيغ الإعراب يكسر البيت كسراً فإنه لابد من ضعف زيغ الإعراب واحتمال ضرورته.[2].

3ـ لابد للضرورة من علة تسوغها: قال سيبويه: (وليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجها)[3]، وهذه العلة عند النحاة تدور على أمرين: الرجوع إلى الأصل كما في فك المدغم من نحو قولهم: رادد في راد، وتشبيه غير الجائز بالجائز  كنداء الاسم الذي فيه الألف واللام بالياء تشبيها بـ ياالله.[4]

4ـ ما جاز للضرورة يتقدر بقدرها: فإذا دعت الضرورة إلى منع صرف المنصرف المجرور فإنه يقتصر فيه على حذف التنوين.[5]

5ـ مالا يؤدي إلى الضرورة أولى مما يؤدي إليها.[6]

6ـ لا يحاط بالضرائر: لأنه لم يصلنا من شعر العرب إلا أقله[7]، والضرورة بابها الشعـر، فكيف يمكن حصر الضرائر بعدد دون آخر.[8]

7ـ الضرورة تنقسم إلى حسنة وقبيحة.[9]

8ـ قد تقع الضرورة في النثر المسجوع: كقولهم الغدايا والعشايا ، وإنما الأصل الغدوات ولكنهم غيروا لأجل الازدواج.[10]

[1] الخصائص 1/324.
[2] انظر الخصائص 1/234.
[3] الكتاب 1/32.
[4] الضرورة الشعرية 170 ـ 187.
[5] الأشباه والنظائر 1/269، الضرائر 18.
[6] الأشباه والنظائر 1/270، الضرائر 19.
[7] الخصائص 1/387.
[8] الضرائر 24 ـ 25.
[9] السيرافي 35، الاقتراح 140 ـ 143، الضرائر 20 ـ 22.
[10] درة الغواص 66 ـ 68، الهمع 5/350 ـ 352، الاقتراح 140، الضرائر 29 ـ 34.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال