بنت جبيل تحت الاحتلال.. الاجتياح الاسرائيلي وتصفية بعض المواطنين وتكوين إدارة مدنية من المؤيدين للاحتلال

عرفت بنت جبيل برفضها للاحتلال وكانت مقرا للاحزاب السياسية وللمقاومين والفدائيين، ففي عام 1948، كانت البلدة ساحة حرب بين جيش الانقاذ والعدو الصهيوني وبرز من الثوار علي بزي.

 وفي معركة المالكية، اشتبك المقاومون مع العدو فاستشهد قاسم ابو طعام في حيفا على ارض فلسطين ونمر طرفة في منطقة الهراوي (قرب قدس)، بينما جرح عبد الأمير بيضون ووهبي شبيب بزي.

ومن اعتداءات العدو القصف المدفعي الذي تعرضت له البلدة في 22-5-1970 فاستشهد من جرائه كل من: عبد النبي جواد ابو عليوي، سكنة محمد ايوب، الطفلتين تحية واحترام احمد ايوب، منيب قاسم حمقة ونعيمة خليل سعد، فيما اصيب 18 آخرون.

وفي عام 1973، استشهدت ايمان نعيم سعد في منزلها من جراء القصف العشوائي. ومن الاعتداءات ايضا ما حصل في سوق البلدة يوم الخميس 21-10-1976 عندما استهدفه العدو الصهيوني مما ادى إلى مقتل اكثر من 20 شخصا منهم والدا الشهيد غسان علوية (مارون الرأس) وفايز ابو عليوي وغيرهم.

وعلى اثر الاجتياح "الاسرائيلي" عام 1978، تعرض ابناء بنت جبيل للكثير من الممارسات التعسفية.
فقد اقدم العملاء على سلب الراعي رامز ابو عليوي وتصفيته اثناء قيامة برعي قطيعه وجرح ابنه فاستنكر الاهالي ذلك ونظموا مسيرة ضخمة احتجاجا على ما جرى.

وفي الاتجاه نفسه، تشكلت "الادارة المدنية" التابعة للعملاء وقد فرضت على الأهالي حمل بطاقات صفراء اللون (كهوية) ودعتهم إلى العودة إلى منازلهم فهم بأمان، ولكن الذي حصل أن العميل علي نعمة جابر عمد إلى اعتقال جميل السيد محمد الذي كان من بين العائدين ولم يعرف عنه شيء حتى يومنا هذا.

وفي عام 1979، اتهم العملاء الطالب محمد داغر (16 عاما) بوضع قنبلة في المدرسة التي تشرف على مركز العملاء فاختطف وسيق إلى تل النحاس ولم يعرف عنه شيء حتى الآن.

وفي العام 1984 شهدت البلدة اوسع حملة اعتقالات في تاريخها حيث اقدم العدو وعملاؤه على اعتقال 9 شخصا من ابنائها وتدمير 10 منازل حيث لا يزال عدد من هؤلاء في معتقل الخيام حتى اليوم.

ومن الممارسات التعسفية فرض الحراسة الليلية على الاهالي من عمر 18 سنة حتى 70 سنة لحماية العدو وعملائه في منطقة المسلخ وساحة البركة وساحة السرايا (السوق) وصف الهوا.. وعلى المواطن الذي يرفض الحراسة دفع مبلغ كبير من المال.

 ومن الأساليب الإرهابية إقدام العملاء على تجميع المواطنين ف 14-3-1978 في ساحة البلدة لمدة 7 ايام مما ادى إلى اصابتهم بامراض شتى، وصودف ان اطل عبد الامير فرج من النافذة فرآه العدو وقتله وكان اول شهيد يسقط.

وفي مقابل هذه الممارسات، جرت تحركات للتوعية الوطنية تصون الاهالي من الانخراط في صفوف العملاء، كان على رأس العاملين فيها السيد عبد الرؤوف فضل الله الذي كان يرفض التعامل مع العدو على الرغم من جميع المحاولات، كما اصدر فتاوى تحرم التعامل مع العدو وعملائه وتحرم شراء بضائعه مما اثار سخطهم.

وقد شهدت البلدة سلسلة عمليات للمقاومة الاسلامية ابرزها عملية الاستشهادي صلاح غندور في صف الهوا بتاريخ 25-4-1995، وقد استهدفت قافلة لقوات الاحتلال على بوابة مركز الـ 17 ادت إلى مقتل 17 جنديا صهيونيا وجرح 15 آخرين بالإضافة إلى احتراق 5 آليات وتدمير جزء كبير من مبنى ما يسمى بالإدارة المدنية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال