النشاط الفلاحي في شبعا: شريان الحياة في ظل التحديات وآمالٌ واعدةٌ في ظلّ التحديات

النشاط الفلاحي في شبعا:

تُعدّ شبعا بلدةً لبنانيةً تقعُ في قضاء بنت جبيل في أقصى جنوب لبنان، وتُعرفُ بجمالها الطبيعيّ وتاريخها العريق. يُشكّلُ النشاطُ الفلاحيّ أحدَ أهمّ ركائزِ اقتصادها، حيثُ يعتمدُ عليهِ قسمٌ كبيرٌ من سكّانها في معيشتهم.

أهمّ المحاصيل الزراعية:

  • الزيتون: يُعدّ الزيتونَ العمودَ الفقريّ للنشاطِ الفلاحيّ في شبعا، حيثُ تُزرعُ أشجارهُ على مساحاتٍ واسعةٍ تُقدّرُ بـ 2500 هكتارٍ. تُنتجُ شبعا زيتونًا ذا جودةٍ عاليةٍ يُعدّ من أفضلِ أنواعِ الزيتونِ في لبنان.
  • الحبوب: تُزرعُ الحبوبُ في شبعا على مساحةٍ تقاربُ 1500 هكتارٍ، وتشملُ القمحَ والشعيرَ بشكلٍ أساسيّ. تُستخدمُ هذه الحبوبُ في إنتاجِ الطحينِ والخبزِ والأعلافِ الحيوانيةِ.
  • الفواكه: تُزخرُ شبعا بأنواعٍ متنوّعةٍ من الفواكهِ، من أهمّها: التفاحُ، الكرزُ، الرمانُ، الدراقُ، المشمشُ، والخوخُ. تُعدّ هذه الفواكهُ مصدرًا هامًا للدخلِ للمزارعينَ، كما تُساهمُ في تنوّعِ النظامِ الغذائيّ للسكانِ.
  • الخضروات: تُنتجُ شبعا كمياتٍ كبيرةٍ من الخضرواتِ، مثلَ البطاطا، الطماطم، الخيار، البصل، الفلفل، والكوسا. تُباعُ هذه الخضرواتُ في الأسواقِ المحليةِ والإقليميةِ، وتُعدّ مصدرًا هامًا للغذاءِ والفيتاميناتِ.

التحديات التي تواجه النشاط الفلاحي:

  • التعديات الإسرائيلية: تُعاني شبعا من التعدياتِ الإسرائيليةِ المتكرّرةِ على أراضيها الزراعيةِ، ممّا يُؤدّي إلى تدميرِ المحاصيلِ وفقدانِ المصادرِ
  • الظروف المناخية: تُعاني المنطقةُ من ظروفٍ مناخيةٍ قاسيةٍ، مثلَ الجفافِ والصقيعِ، ممّا يُؤثّرُ على الإنتاجيةِ الزراعيةِ.
  • الافتقار إلى البنى التحتية: تفتقرُ شبعا إلى البنى التحتيةِ اللازمةِ لتطويرِ النشاطِ الفلاحيّ، مثلَ شبكاتِ الريّ والطرقاتِ الزراعيةِ.
  • ضعفُ التمويل: يواجهُ المزارعونَ في شبعا صعوبةً في الحصولِ على التمويلِ اللازمِ لتطويرِ مزارعهم وشراءِ المعدّاتِ الزراعيةِ.

جهودُ التطوير:

  • دعمُ الحكومةِ اللبنانيةِ: تُقدّمُ الحكومةُ اللبنانيةُ الدعمَ للمزارعينَ في شبعا من خلالِ برامجَ مختلفةٍ، مثلَ تقديمِ القروضِ الميسّرةِ والبذورِ والأسمدةِ.
  • مشاريعُ المنظماتِ الدوليةِ: تُنفّذُ المنظماتُ الدوليةُ، مثلَ منظمةِ الأغذيةِ والزراعةِ للأممِ المتحدةِ (الفاو)، مشاريعَ تهدفُ إلى تحسينِ الظروفِ المعيشيةِ للمزارعينَ في شبعا وتطويرِ النشاطِ الفلاحيّ.
  • مبادراتُ المجتمعِ المحليّ: تُنظّمُ جمعياتٌ أهليةٌ ومؤسساتٌ محليةٌ مبادراتٍ تهدفُ إلى رفعِ وعيِ المزارعينَ بأفضلِ الممارساتِ الزراعيةِ وتعزيزِ قدرتهم على الإنتاجِ.

مستقبلُ النشاطِ الفلاحيّ:

على الرغم من التحديات التي تواجهها، تتمتع شبعا بإمكانيات كبيرة لتطوير النشاط الفلاحي وتحقيق مستقبل واعد.
من أهم العوامل التي تدعم هذا التفاؤل:
  • موقع شبعا المتميز: تتمتع شبعا بموقع جغرافي متميز على الحدود مع فلسطين المحتلة، مما يفتح أمامها آفاقاً جديدة للتصدير والتجارة.
  • المناخ المعتدل: تتمتع شبعا بمناخ معتدل مناسب لزراعة العديد من المحاصيل الزراعية.
  • الأراضي الخصبة: تتوفر في شبعا أراضٍ خصبة غنية بالمواد العضوية، مما يجعلها مناسبة للزراعة.
  • الموارد المائية: تتوفر في شبعا ينابيع مياه جوفية وعيون مياه عذبة، مما يوفر مصدرًا هامًا للري.
  • الإرادة القوية للمزارعين: يتمتع مزارعو شبعا بإرادة قوية وعزيمة على تطوير مزارعهم وتحسين ظروفهم المعيشية.

الخطوات اللازمة لتحقيق هذا المستقبل:

  • استمرار الدعم الحكومي: يجب على الحكومة اللبنانية الاستمرار في دعم المزارعين في شبعا من خلال تقديم القروض الميسرة والبذور والأسمدة والخدمات الزراعية.
  • تعزيز التعاون الدولي: يجب تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية من أجل الحصول على الدعم الفني والمالي لتطوير النشاط الفلاحي في شبعا.
  • تطوير البنى التحتية: يجب العمل على تطوير البنى التحتية في شبعا، بما في ذلك شبكات الري والطرقات الزراعية ومخازن التبريد.
  • رفع وعي المزارعين: يجب العمل على رفع وعي المزارعين بأفضل الممارسات الزراعية وتقنيات الري الحديثة وطرق التسويق الفعالة.
  • تطوير الصناعات التحويلية الزراعية: يجب العمل على تطوير الصناعات التحويلية الزراعية في شبعا من أجل إضافة قيمة على المنتجات الزراعية وزيادة دخل المزارعين.

خاتمة:

يُعدّ النشاط الفلاحي في شبعا شريان حياة هامًا لسكانها، ويُمثل رمزًا لصمودهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي. من خلال الجهود المشتركة بين الحكومة اللبنانية والمزارعين والمنظمات الدولية، يمكن تحقيق مستقبل واعد للنشاط الفلاحي في شبعا وتعزيز الأمن الغذائي في لبنان.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال