تطوير أداء المعلم يجب أن يكون في صورة حلقة متصلة تبدأ برغبته في العمل بمهنة التعليم وإعداده في كليات التربية من خلال اكتسابه للمهارات الأساسية للنهوض بالعملية التعليمية.
ونظراً لتغير طبيعة أدوار المعلم في العملية التعليمية وتعددها كان لابد أن يقابلها تغير مماثل في مضامين برامج إعداده وتدريبه، مما أدى إلى ظهور محاولات عديدة لتطوير برامج إعداد المعلمين وتدريبهم، من أجل تحسين أدائهم ورفع كفاياتهم، والنهوض والارتقاء بمستواهم نظراً لأن الأساليب التقليدية في إعداد المعلمين لم تعد قادرة على مواكبة التغيرات التي طرأت على دور المعلم في العملية التعليمية.
ونتيجة لذلك ظهر العديد من الاتجاهات العالمية المعاصرة في إعداد المعلمين وتدريبهم؛ فاستطاعت مواكبة معظم التغيرات، والتحديات التي تواجه العملية التعليمية كان من أبرزها أسلوب تربية المعلمين القائم على الكفايات، الذي ينطلق من الاعتقاد أن الأداء التربوي السليم للمعلم داخل الفصل وخارجه يتضمن مجموعة من الكفايات العامة والخاصة؛ "ولا يستطيع المعلم أن يمارس أدواره المختلفة إلا إذا توافرت لديه مجموعة كفايات أساسية ترتبط وتؤثر على أدائه في المواقف التعليمية".
ففي القرن الحادي والعشرين أصبح الاهتمام بالطفولة المبكرة من أولويات الأهداف التربوية والتعليمية على المستوى الدولي والعربي.
لذلك حرص البرنامج التربوي على إعداد معلمة الأطفال وتزويدها بالكفايات الضرورية اللازمة للتعامل مع المعرفة من جهة، ومع الأطفال من جهة أخرى.
لذلك حرص البرنامج التربوي على إعداد معلمة الأطفال وتزويدها بالكفايات الضرورية اللازمة للتعامل مع المعرفة من جهة، ومع الأطفال من جهة أخرى.
لذا قامت الكليات المعنية بإعداد معلمات مرحلة ما قبل المدرسة بتصميم البرامج التربوية وفق منحى الكفايات والمهارات، انطلاقا من أن المعلمين سيستخدمون هذه المهارات والكفايات لتطوير قدرات الأطفال في أثناء تعليمهم.
وفي ظل العولمة والتطور والتضخم الهائل للمعرفة والتقدم المستمر للدول الذي يحتم على أن يكون دور المعلم مواكباً لهذا التغيير والتطوير في ضوء معطيات وتطورات المجتمع الدولي، لم تعد معلمة الرياض موجهةً للأطفال ذوي القدرات البازغة فقط، بل أصبحت مسئولةً عن تقديم مدى واسع من الموضوعات مختلفة المحتوى لجميع القدرات.
الأمر الذي يتطلب سيطرة على ما يلزم من المعرفة التربوية، ويستلزم أيضاً أن نتوقف أمام ما تعرفه المعلمة عن الأسلوب المطور، وكيفية العمل به وتنفيذه.
إن هذا بالضبط هو ما تحاول هذه الدراسة التصدي له.
وتشير إلى أن الأسلوب المطور يقوم على فكر وتربية وتخطيط البرنامج من جانب المعلمة، وحرية ولعب واختيار واكتشاف وتجريب وتعلم ذاتي من قبل الطفل وذلك استنادا إلى منهج يتسم بالمرونة الكافية لتلبية الاحتياجات الفردية للأطفال.
ويقوم على خطة عمل لتقديم مفاهيم ومعارف ومهارات يتعلمها الطفل بنفسه من خلال اللعب والاكتشاف بدلاً من أن يلقن الطفل تلقيناً، وبيئة تربوية منظمة ومشجعة على التعلم تسمح للطفل بحرية الحركة والاختيار، والتجريب، والاكتشاف بنفسه، ومعينات ووسائل وألعاب تعليمية تستثير تلقائية الطفل، وتجعله يتمتع بحريته وتحفزه على التخيل والاكتشاف والاستقصاء، ومجال يتيح للطفل حرية الحركة وحرية التعبير وحرية الاختيار واتخاذ القرار، ومساحة من التفاعل والتواصل بين الطفل والأطفال الآخرين، وبين الطفل والمعلمة، وبين الطفل وأقرانه مما يشجع الطفل على الاستقلال والثقة بالنفس، واحترام ذات الطفل لتنمية الثقة بالنفس والجرأة على التفكير بأسلوب مختلف ومتجدد ومتشعب، وعلاقة وطيدة بين الروضة والبيت بحيث تزود الأهل بمعلومات عن كيفية استثارة تفكير الأطفال إلى أقصى استفادة من هذه العلاقة.
لذا يمكن القول أن طبيعة المهام الجديدة لمعلمة رياض الأطفال "ينبغي أن يكون لدى معلمة رياض الأطفال اتجاهات إيجابية نحو الأطفال قائمة على الثقة، الاحترام، والتقبل"، وأن هذه الصفات مطلوبة لتوفير "البيئة التعليمية المشجعة والداعمة".
ويستدل من ذلك على أن معلمة رياض الأطفال تحتاج للمعرفة جيدة التنظيم حول نمو الأطفال حتى تستطيع من تفريد التعلم، وأنها في حاجة إلى مدى واسع من المعارف حتى تلعب دورها كمصدر للخبرات متعددة المستوى والمحتوى، وأن تتفهم كيف يتعلم الأطفال، وقادرة على أن ينظر إلى عملية التعلم ككل متكامل وليس مجرد مجموعة من الأجزاء.
كما أن توصيات المؤتمرات والندوات التربوية (مؤتمر الأطفال والشباب في مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 2005; مؤتمر إعداد المعلم بين العولمة ومتطلبات الخطة التنموية في دولة الكويت، 2003; مؤتمر الطفل أفضل استثمار لمستقبل الوطن العربي، 2002; مؤتمر إعداد المعلم: التراكمات والتحديات، 1990). أشارت إلى ضرورة القيام بدراسات لتحديد الكفايات اللازمة للمعلمين في جميع التخصصات المختلفة بما يتناسب مع التطور المعرفي لكل مادة دراسية.
وقد أجريت العديد من الدراسات حول كفايات معلمة رياض الأطفال، ومما يلاحظ أن هذه الدراسات تشير نتائجها إلى واقع تدني مستوى أداء معلمات رياض الأطفال، وقد أرجعنا ذلك إلى قصور برامج الإعداد الحالية عن الوفاء بما تحتاج إليه معلمة رياض الأطفال من كفايات.
وبالنظر إلى واقع معلمات رياض الأطفال في دولة الكويت تشير التقارير والبحوث والدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى تدني مستوى أداء معلمة رياض الأطفال في دولة الكويت.
وفي نفس العام قامت وزارة التربية بدولة الكويت بعرض قواعد أساسية لإعداد معلمة رياض الأطفال، وذلك من خلال تحديد ستة ملامح ينبغي أن يتضمنها برنامج رياض الأطفال.
ومن الممكن أن نستدل من هذه الملامح على الصفات الشخصية والكفايات التي تحتاجها معلمات رياض الأطفال، وهي:
1- بيئة تعلم مشجعة وداعمة.
2- أدوات ووسائل مصممة لتوفير خبرات متعددة المستويات ومختلفة المحتوى.
3- تعليم قائم على الاحتياجات المتفردة لكل طفل.
4- تكامل بين أساليب التعلم مع تفهم لإمكانية تطويرها.
5- بيئة تعلم توفر أساليب بديلة للتعلم مثل اللعب والألعاب وتدريب الحواس وتداول المحسوسات والمشاركة في التدريبات الجسمية.
التسميات
رياض الأطفال