صنعاء.. (أزال) من قدم المدن بها بنى أبرهة القليس لتحويل أنظار العرب عن البيت العتيق بمكة المكرمة

تعد صنعاء من أقدم المدن التاريخية. وكان اسمها أزال، فلما دخلت الحبشة اليمن قالوا نعم نعم فسمي الجبل نعم، أي أنظر.

فلما رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة، حصينة، فقالوا: هذه صنعة ومعناه حصينة فسميت صنعاء بذلك. وقيل إنما سميت صنعاء باسم بانيها صنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أوفخشذ بن سام بن نوح.

ولم يكن باليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلاً من صنعاء، وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحول المرء من مكان طول عمره صيفاً وشتاء، وبها تتقارب ساعات الشتاء والصيف لقربها النسبي من خط الاستواء (تقع على خط العرض 15 شمالاً).

وكان بصنعاء بناء قديم قد خرب، وهو على تل عال يعرف بغمدان.

وكان لها تسعة أبواب، لا يدخلها غريب إلا بإذن، وكان أهلها يعتقدون أن صنعاء لا تخرب إلا من رجل يدخل من بابها المسمى بباب حقل، فكانت عليه الأجراس متى حركت سمع صوتها من بعيد، وكانت مرتبة صاحبة الملك، أي إقامته، على ميل من هذا الباب.

وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين كل واحد منهما إلى صاحبه رمية سهم، وكانت له سلسلة من ذهب محدودة، وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول أو بريد من بعض العمال حركت السلسلة فيعلم الملك بذلك فيرى رأيه.

وكان أبرهة قد بنى بصنعاء القليس، أي البيعة والكنيسة، وأخذ الناس بالحج إليه.

ولقد أكثر الشعراء من التغني بجمال صنعاء، ومن هؤلاء أبو محمد اليزيدي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال