من سمات الموقف الصحيح في الحديث عن المستقبل ضرورة مراعاة الضوابط أو ما نسميه بـ "قيود الرؤية الاستشرافية" للمستقبل، بالنسبة إلى منطقة دول الخليج العربي، وهذه الضوابط أو القيود تتمثل في ثلاثة أمور هي:
- الاعتراف بحقيقة الأوضاع التي تحيط بدول الخليج والضغوط الأمنية والاقتصادية التي تؤثر على حركة المجتمع من جهة، وعلى حرية حركة صانعي القرار تجاه المستقبل من جهة أخرى.
- عدم الإفراط في الثقة بافتراض استقلال الإرادة "المحلية" وكذلك عدم الإفراط أو الشعور بالعجز عن التأثير في المستقبل أو اليأس تجاهه في رؤيتنا لهذا المستقبل.
- لابد من التحذير من خطر الاستسلام للاعتقاد أو الظن بأن المستقبل هو مجرد امتداد للحاضر أو للاتجاهات التي سادت في الماضي القريب في مجتمعات دول الخليج.
وتبدو أهمية هذا التحذير في لفت الانتباه إلى عدم الاكتفاء بملاحظة ما يجري على السطح من أحداث دون التفكير فيها والغوص إلى أعماقها.
لأنه "كلما زادت قدرة المرء على التمييز بين العوامل الثانوية والعوامل الحاسمة، ازدادت قدرته على التنبؤ بما يمكن أن يأتي به المستقبل، دون أن يغفل بالطبع احتمال وقوع المفاجآت إغفالاً تاماً".
لأنه "كلما زادت قدرة المرء على التمييز بين العوامل الثانوية والعوامل الحاسمة، ازدادت قدرته على التنبؤ بما يمكن أن يأتي به المستقبل، دون أن يغفل بالطبع احتمال وقوع المفاجآت إغفالاً تاماً".
في ضوء هذه الملاحظات أو التحذيرات يمكن لهذه الورقة أن تسهم في تقديم رؤية عملية موجزة لاستشراف مستقبل دول الخليج العربي في عام 2025، وهو موعد ليس "بالبعيد" من المنظور الاجتماعي والثقافي، حيث تعتمد "الورقة" في "منهجها" خطين متوازيين أو سيناريوهين لها، وهما:
- حال دول الخليج العربي في ظل تأثيرات العولمة وتداعياتها على المنطقة بصفة خاصة، والشرق الأوسط بصفة عامة.
ومدى تأثير ظاهرة العولمة في كثير من المجالات، مثل: التعليم، الثقافة، الاقتصاد، الممارسة الديموقراطية وأنظمة الحكم، وضع المرأة العربية الخليجية في المستقبل، طبيعة العلاقات "البينية" لدول المنطقة... إلى آخره من تلك القضايا والمشكلات التي تفرض وجودها على واقع تلك الدول.
ومدى تأثير ظاهرة العولمة في كثير من المجالات، مثل: التعليم، الثقافة، الاقتصاد، الممارسة الديموقراطية وأنظمة الحكم، وضع المرأة العربية الخليجية في المستقبل، طبيعة العلاقات "البينية" لدول المنطقة... إلى آخره من تلك القضايا والمشكلات التي تفرض وجودها على واقع تلك الدول.
- مستقبل دول الخليج العربي "من المنظور الاجتماعي" في ظل ارتفاع أسعار النفط كمورد رئيسي للطاقة والآثار المرتبطة بذلك الارتفاع على المنطقة بأسرها..
وماذا سيكون وضع تلك الدول في حال ما إذا تم الوصول إلى طاقة "بديلة" من الممكن أن تؤدي إلى تراجع المجتمعات الصناعية، أو على الأقل، تقلل من اعتمادها على النفط الخليجي كمورد رئيسي للطاقة؟
وماذا سيكون وضع تلك الدول في حال ما إذا تم الوصول إلى طاقة "بديلة" من الممكن أن تؤدي إلى تراجع المجتمعات الصناعية، أو على الأقل، تقلل من اعتمادها على النفط الخليجي كمورد رئيسي للطاقة؟
ومن ثم ستتناول "الورقة" موضوعها هذا من خلال العناصر الرئيسية الآتية:
+ مستقبل التعليم والثقافة في دول الخليج العربي.
+ الثقافة ودورها في مستقبل دول الخليج.
+ مستقبل الإعلام والاتصال في دول مجلس التعاون الخليجي.
* التنمية البشرية والتركيبة السكانية.
+ وضع المرأة الخليجية، ووضع الشباب ومنظومة العلاقات الاجتماعية المستقبلية.
+ الشباب في الخليج والعولمة والمستقبل.
+ الديموقراطية والحريات ونظم الحكم في دول مجلس التعاون.
التسميات
مستقبل الخليج