إن المعلومات التي توفرها الإحصاءات الجنائية تعبّرعما وصل فعلاً إلى علم الجهات الرسمية من بيانات عن النشاط الإجرامي.
ومن الطبيعي أن هذا لا يعني (كل) النشاط الإجرامي الفعلي الذي حصل، وقد لا يكون للسلطات الحكومية أو الرسمية علم به.
فالإحصاءات الجنائية تشير إلى ما تم الإبلاغ عنه رسمياً إلى السلطات أو تم اكتشافه من قبلها، حيث أن هناك نسبة لا يستهان بها من النشاط الإجرامي لا تصل إلى علم السلطات، ولا يعرف عنها الكثير، وإنما تسمى بالجرائم الخفية، أو الجرائم المستترة، أو الأرقام السوداء (Dark Figures)، أي الجرائم التي لم تظهر على السطح لتعرف، أي ظلت خفية مستترة لم يعلم بها أحد.
وهناك جملة من الأسباب التي تدعو إلى عدم ظهور بعض النشاط الإجرامي ضمن الإحصاءات الجنائية ومنها:
- قد يتردد الأشخاص الذين علموا بوقوع الجريمة، عن الإبلاغ عنها ضماناً لمصلحتهم أو حفظاً على سمعتهم أو خشية من بطش الجاني إذا تم الإبلاغ عنه.
- قد يكون سبب عدم الإبلاغ هو جهل المواطن بالقانون وعدم إدراكه أن الفعل المرتكب هو مخالف للقانون.
- قد يرى المتضرر أو المجنى عليه أن الضرر الواقع عليه بسيط ولا يستدعي تحمل عناء إبلاغ الشرطة أو الجهات المسؤولة.
- كون الشخص من أقرباء الجاني أو معارفه فيتردد عن الإبلاغ.
- قد تكون الجريمة المرتكبة أو الواقعة ذات طبيعة خاصة تدعو إلى التكتم أو الخوف من فضيحة اجتماعية مثل: الجرائم الجنسية والإجهاض وسرقة الفروع من الأصول فيفضل أهل المجنى عليه عدم الإبلاغ.
- قد يشعر صاحب المعلومات أن أجهزة العدالة لن تسهل له السبل في الإخبار نتيجة عدم ثقته بها وعدم قناعته بجدوى ذلك، واعتقاده ان تلك الأجهزة لن تحقق له غايته في القصاص من الجاني.
- التقاليد الاجتماعية الخاطئة قد تدفع الشخص إلى التكتم وعدم الإبلاغ حيث قد يشعر أن ذلك يسبب له عيباً اجتماعياً.
- قد يفضل البعض اللجوء لحل مشاكلهم الناجمة عن وقوع الجريمة من خلال المصالحة والتراضي أو من خلال اللجوء إلى الانتقام والثأر.
- قد يكون السبب في عدم الإبلاغ هو عدم وجود وسيلة اتصال قريبة أو بعد مركز الشرطة عن مكان الحادث فيركن ذوو العلاقة إلى السكوت تفادياً لمتاعب السفر ومصاريفه.
- وقد يكون السبب عائداً إلى تقصد من قبل بعض جهات التحقيق في تخفيض أرقام المسجل من الجرائم تحاشياً للمسائلة من قبل الجهات الاعلى، أو الاتهام بالتقصير أو عدم الكفاءة في منع وقوع الجرائم.
التسميات
قانون