دولة حمير.. فرع من سبأ استوطنوا اقليم ظفار جنوب مدينة مأرب

استطاع فرع من سبأ وهم الحميريون تأسيس دولة لهم سنة 115ق.م.
وقامت  في اقليم ظفار جنوب مدينة مأرب ،وظل نفوذ هذه الدولة قويا حتى سنة 525م، أي قبل البعثة النبوية بقرن من الزمان.
وهكذا قامت في الجنوب العربي حضارة اتخذت الزراعة أساسا الى جانب التجارة ،تماما كما كان الحال في بقية مراكز الحضارة في الشرق العربي.
كانت حمير من القبائل العربية المعروفة في جنوب شبه جزيرة العرب عند الميلاد، حتى وصل خبرها إلى اليونان والرومان، وصار يطلق على النقوش المسندية التي تعود لفترة حمير بـ(النقوش الحميرية).
واعتبر "بلينيوس" حمير من أكثر الشعوب العربية الجنوبية عدداً، وذكر إن عاصمتهم مدينة Sapphar، ويقصد بذلك مدينة (ظفار)، وعرفوا باسم Hemer عند الحبش.
وعرف الحميريون عند الكتاب العرب أكثر من بقية الشعوب العربية الجنوبية الأخرى، وذكروا أن (حمير)، وهو جدّ الحميريين، ابن لـ(سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان)، وزعموا أنه كان ملكاً، وأنه ملك بعد ملك أبيه (سبأ)، وأنه أول من تتوج بالذهب، وملك خمسين سنة، وعاش ثلاثمائة عام، وكان له من الولد ستة، منهم تفرعت قبائل حمير، وأن اسمه (زيد)، وأنه سمي حمير، لأنه كان يلبس حلة حمراء، في حين أن اللفظة التي وردت في الكتابات المسندية تعني (تحالف قبلي أو تجمع).
ويطلق الإخباريون لقب (تُبَّع) على ملوك حمير، وعلى مجموعهم (التبابعة)، وذكروا أنهم إنما سموا (تبابعة) لأنهم يتبع بعضهم بعضاً، كلما هلك واحد قام مقامه آخر تابعاً له عاملا مثل سيرته، أو لأن التُبَّع ملك يتبعه قومه، ويسيرون خلفه تبعاً له، أو لكثره أتباعه، وأشير إلى لهم في القرآن الكريم بقوله تعالى: (أهم خير أم قوم تُبَّع)، وفي قوله تعالى: (وأصحاب الأيكة وقوم تُبَّع).
وعرفت الأرض التي أقام بها الحميريون بـ(ذي ريدان) نسبة إلى (ريدان) التي عرفت فيما بعد باسم (ظفار)، واتخذوها عاصمة لهم منذ عام 26-29م بدلاً من مأرب عاصمة ملوك سبأ القدماء.
ظهرت مملكة حمير في سنة (115ق.م)، وهي السنة الأولى من سنوات التقويم العربي الجنوبي، أي أن سنة نشوء حكومة حمير وظهورها إلى الوجود بصورة فعلية أصبحت بداية للتقويم عند الحميريين، لما لها من أهمية في الناحية السياسية عندهم.
وقد نشأت الدولة الحميرية وبرزت في فترة ضعف الدولة السبئية، فأخذت تتوسع تدريجياً إلى أن سيطرة على مقاليد الحكم في سبأ وحولت اللقب إلى (ملك سبأ وذو ريدان).
ولا بد من الإشارة إلى أن الفترة التي شغلتها الدولة الحميرية ظهرت فيها أسر مختلفة تحمل لقب (ملك سبأ وذو ريدان) سواء أكان هؤلاء الملوك أذواء ريدان أم ملوك ينتمون إلى قبائل ومدن أخرى، إلا أن ما يميزهم هو حملهم لهذا اللقب (ملك سبأ وذو ريدان).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال