التعليم المُستقبلي: كيف تُساهم الكفايات المستعرضة في إعداد خريجين قادرين على مواجهة تحديات عالم الغد

الكفايات المستعرضة: مفاهيم رئيسية وأمثلة

تعريف الكفايات المستعرضة:

تُعرف الكفايات المستعرضة، أو الكفايات الممتدة، بأنها مهارات وخبرات قابلة للتطبيق في مختلف المجالات الدراسية والتخصصات، وليست محصورة بمادة أو مجال محدد. تتميز هذه الكفايات بكونها شاملة وغنية، حيث تتطلب تفاعل وتكامل مكونات من مواد وتخصصات متعددة، مما يجعلها مكتسبة على مدار زمن أطول.

خصائص الكفايات المستعرضة:

  • الشمولية: تمتد قابلية تطبيقها لتشمل مختلف المجالات الدراسية والتخصصات.
  • الغنى: تتكون من مكونات متنوعة تتطلب تفاعل مواد وتخصصات متعددة.
  • الطول الزمني: تتطلب اكتسابها مدة زمنية أطول نظراً لتعقيدها وتعدد مكوناتها.
  • الدرجة العالية: تُمثل أعلى مستويات الإتقان والضبط، حيث تُعد بمثابة كفايات ختامية أو قصوى.
  • التعلم المستمر: تتطلب امتلاكها تعلماً مستمراً ووعياً طيلة الحياة الدراسية.

أمثلة على الكفايات المستعرضة:

  • امتلاك آليات التفكير: تشمل مهارات مثل حل المشكلات، والتفكير النقدي، والتفكير الإبداعي، واتخاذ القرار.
  • امتلاك منهجية حل وضعيات - مشاكل: القدرة على تحليل المواقف، وتحديد المشكلات، ووضع خطط الحلول، وتنفيذها، وتقييمها.
  • تنمية القدرات التواصلية: مهارات التواصل الشفهي والكتابي، والتواصل الفعال، والعمل الجماعي، والتواصل عبر الثقافات.
  • مهارات التعلم الذاتي: القدرة على التعلم المستمر، وإدارة الوقت، والبحث عن المعلومات، واستخدام مهارات التعلم المختلفة.
  • المسؤولية والالتزام: القدرة على تحمل المسؤولية، والالتزام بالمواعيد، والعمل بجد، واحترام الآخرين.

أهمية الكفايات المستعرضة:

تكمن أهمية الكفايات المستعرضة في دورها المحوري في إعداد خريجين يتمتعون بمهارات وخبرات قابلة للتطبيق في مختلف مجالات الحياة المهنية والشخصية. فهي تُعزز قدرتهم على التكيف مع متطلبات سوق العمل المتغيرة، وتُمكنهم من النجاح في مختلف التحديات التي تواجههم.

دور التعليم في تنمية الكفايات المستعرضة:

يقع على عاتق المؤسسات التعليمية مسؤولية كبيرة في تنمية الكفايات المستعرضة لدى طلابها. وذلك من خلال:
  • دمج الكفايات المستعرضة في المناهج الدراسية: تصميم المناهج الدراسية بما يتضمن فرصاً لتعلم وتطبيق الكفايات المستعرضة في مختلف المواد الدراسية.
  • استخدام أساليب تعليمية متنوعة: استخدام أساليب تعليمية تركز على التعلم النشط، والتعلم التعاوني، وحل المشكلات، والتفكير النقدي.
  • توفير فرص للتطبيق العملي: توفير فرص للطلاب لتطبيق ما تعلموه من خلال مشاريع واقعية وتجارب عملية.
  • تقييم الكفايات المستعرضة: تطوير أدوات تقييم مناسبة لقياس مستوى اكتساب الطلاب للكفايات المستعرضة.

خاتمة:

تُعد الكفايات المستعرضة عنصراً هاماً في منظومة التعليم الحديثة، فهي تُساهم في إعداد خريجين يتمتعون بمهارات وخبرات قابلة للتطبيق في مختلف مجالات الحياة.
و لِمَا سبق، تُعدّ مسؤولية مشتركة بين المؤسسات التعليمية، والمعلمين، وأولياء الأمور، والمجتمع ككل، لِضمان حصول الطلاب على تعليم شامل يُنمّي فيهم هذه الكفايات، ويُؤهلهم للنجاح في مسيرتهم الدراسية والمهنية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال