العرب هبة الصحراء.. الاختيار الالهي لحمل رسالة الاسلام ووهب ثروات النفط والغاز لتمويل الحركة التنموية

لا يكاد المرء يستحضر مجمل ما تمهد عن أهمية الصحراء كمورد أساسي، طبيعي ومعنوي، للإنسان العربي في ماضيه وحاضره حتى تقفز إلى الذهن اسئلة عديدة من قبيل:
- ترى لو أن الصحراء لم تهب ذلك الطفل الصغير الماء الذي أنقذ حياته ولو أنها لم تهب ذريته / العرب مقومات الحياة والتكاثر هل كان سيكون للعرب وجود مادي على الأقل في هذه البقعة الاستراتيجية من العالم؟.
- ولو لا ما جادت به الصحراء على العرب من نعمة الجوار الإلهي وما كان لبيئتها من أثر إيجابي في تشكيل شخصيتهم هل كان العرب سيحظون بشرف الاختيار الإلهي لحمل رسالة الإسلام؟
- ولو أنه -فرضا- تم اختيارهم هل كانوا سينجحون في ما نجحوا فيه من الاستجابة الرائعة لرسالة الإسلام وما تحقق لهم بفضلها من نهضة حضارية عالمية أصبح الإسلام على إثرها أساس وجودهم المعنوي (الحضاري) المتميز؟
و لو أن الصحراء لم تهب العرب بعض ما تختزنه باطنها من ركاز النفط والغاز وغيرهما، هل كان سيكون للعرب ما لهم الآن من ذكر وشأن عالميين وما تحققت لهم من فوائض مالية يسرت تمويل حركتهم التنموية والتي كان يمكن أن تكون أوسع وأفضل لو أنهم أتقنوا استثمار تلك الفوائض؟
- وإذا صح ما يعنيه مجمل ما سبق من أن أكثر ثروات وموارد العرب، الطبيعية والمعنوية، هي من هبات الصحراء ألا يبدو مقبولا القول- مجازا- بأن "العرب هبة الصحراء"!
إذن فالصورة السلبية التي يختزنها الوعي العربي عن الصحراء هي صورة تفتقر للرؤية الشمولية المتزنة وتنطوي على كثير من الجحود لخيرات الصحراء وفضلها على العرب.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال