الفضاء الفلسطيني على وجه التحديد يعج بالكثير الكثير مما يستحق رصده من تصريحات لهذا المسؤول أو ذاك، والسبب لا يعود للدرر التي تتساقط من أفواه هؤلاء المسؤولين بل لأن كل واحد منهم يقول كلمته ويخلف وراءه عشرات الأسئلة، وكل يسمح لنفسه بأن يخوض في هذا الشأن أو ذاك كما يحلو له مطمئناً الى خلو الساحة الا منه.
حالة 'العزف المنفرد' و'المونولوج' التي يتحاور فيها الشخص مع ذاته أو الجمهور الذي على هواه ولا يتجاوزها الى حالة 'ديالوج' صحية يتحاور فيها مع من يعارضه الرأي لن تجدي نفعاً ولن تقود الى أي شيء.
قبل شهور قليلة وعد القائمون على فضائية فلسطين بفتح الباب أمام الأصوات المعارضة ومنها تلك الصادرة من 'امبراطورية غزة' ولكننا لم نر ذلك واقعاً محققاً حتى الآن.
وبالمثل وعدت قنوات حماس بفتح كوة في برامجها الحوارية لـ'الفتحاويين' ولم نر شيئا من هذا القبيل حتى الآن، وفي أحسن الأحوال أمكن ملاحظة بعض مسؤولي الفصائل الفلسطينية المدجنة هنا وهناك وغالباً لغرض البصم الاعلامي لا غير.
مع التحفظ الكامل على الرأي القائل بإمكان اصلاح ذات البين السياسي من خلال شاشات التلفزة أو أثير الاذاعات، فان شرف المحاولة على الأقل يستحق هذا الجهد، خصوصاً مع حالة 'اللاثقة واللاأمل' التي تجثم على صدور الملايين الغلابة. ما المشكلة مثلاً فيما لو تمت استضافة 'أحدهم' في هذا البرنامج ليتحاور مع السيد دحلان الذي لا يشكك أحد بالطبع في أنه أفلح حتى اليوم في مراكمة الكثير من الخبرات السياسية التي تستحق الانصات اليها. تلك الخبرات التي بدأت من أولى درجات السلم، حيث كان يتوجه وزملائه للتفاوض مع الاسرائيليين من دون أن يحمل أي منهم ورقة وقلما في جيبه، في حين كان الجانب الاسرائيلي مدججاً بالملفات والوثائق والخرائط التي تحوي أدق التفاصيل، الى أن وصلت تلك الخبرات مبلغاً أن لا يخرج السيد دحلان للحديث لجمهوره الفلسطيني عبر تلفزيونه الخاص الا وهو مدجن بورقة وقلم وقد سجل مسبقاً خطته التفاوضية مع هذا الجمهور! رفقاً بالجمهور الفلسطيني يا تلفزيون فلسطين وقليلا من الاحترام لعقولنا!
التسميات
تواصل