التجربة الفرنسية.. الجيش الفرنسي ملك لفرنسا وليست فرنسا ملك للجيش الفرنسي. القرار السياسي للأمة يصدر عن مؤسساتها الدستورية ولا دور ولا شراكة للقوات المسلحة في صنع القرار

حين قرر الجنرال ديغول منح الجزائر الاستقلال قام عدد من جنرالات الجيش الفرنسي بالجزائر بنوع من العصيان ورفضوا هذا القرار تدعمهم قوى المستوطنين في الجزائر وبعض الشرائح المتعاونة مع السلطة الفرنسية.
يومئذ ارتدى الجنرال ديغول لباسه العسكري وذهب للإذاعة وأعلن أن الأمة الفرنسية في خطر لأن شريحة من الجيش الفرنسي خرجت على القرار السياسي للأمة وأعلن الحرب على الجنرالات واستنفر الجيش والبحرية والطيران.
يومئذ قال كلمة مشهورة ذهبت مثلاً (الجيش الفرنسي ملك لفرنسا وليست فرنسا ملك للجيش الفرنسي).
معنى ذلك في التحليل السياسي للتجربة الفرنسية أن لا قرار أبداً للجيش الفرنسي في شؤون السياسة وأن قوة القرار هي في السلطة الدستورية وحدها التي تعتبر الجيش من ممتلكات الأمة ومالك الجيش هو الذي يتصرف به لا العكس أبداً.
يومئذ استسلم الجنرالات وحكموا بجرم العصيان والتمرد على القرار السياسي واستقر الوضع على أن القرار السياسي للأمة يصدر عن مؤسساتها الدستورية ولا دور ولا شراكة للقوات المسلحة في صنع القرار.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال