معالجة الألم عند الطفل المريض بالسرطان.. المسكنات العادية. عقاقير ذات مفعول أقوى لمعالجة الألم الحاد. العـلاج الطبيعي، وأساليب الإلهـاء و تشتيت التفكير

تعتمد حدة الألم عادة على نوع الورم، و مواضع تركزه و مدى انتشاره، و تقييم الطفل و الأهل لمداه، و بطبيعة الحال ينبغي بذل كل الجهد الممكن للتخفيف من الألم أو استباقه بُغية تجنبه خلال فترات المعالجة، ويتم التخطيط لمعالجة الألم بناءا على عدة عوامل مثل عمر الطفل وحالته الصحية بشكل عام والتاريخ الطبي ونوع الورم ومرحلته ومدى تحمل الطفل للأدوية أو الإجراءات الطبية والعلاجات، وثمة هامش واسع من العقاقير المستخدمة لمعالجة الألم، تتراوح بين المسكنات العادية، مثل عقارالاسيتامينوفين (acetaminophen)، إلى عقاقير ذات مفعول أقوى لمعالجة الألم الحاد، بما في ذلك العقاقير المخدرة، والتي تُعدّ مركبات الأفيون من أقواها و أكثرها فاعلية، إضافة إلى علاجات لا تعتمد على الأدوية، مثل العـلاج الطبيعي، وأساليب الإلهـاء و تشتيت التفكير، وتقنيات الاسترخاء و التخيل، التي قد تفيد عند الأطفال بسن ما فوق الثامنة و المراهقين، و بطبيعة الحال تستلزم معالجة الألم التشاور الدائم و التعاون بين الأهل و الفريق الطبي.
      و تكمن الطريقة المُثلى للسيطرة على الألـم في المبادرة بمعالجته في وقت مبكر، أي بمنع حدوثه أو معـالجته حال بدء نوبته و قبل أن تزداد حدته، خصوصا إن كان يظهر بوتيرة يمكن تحديدها، حيث تتفاوت العقاقير في الزمن اللازم كي تعطي مفعولها، و الذي يتراوح من بضع دقائق إلى عدة ساعات، و إن تأخر الطفل في تناول الدواء أو في التصريح عن وجود ألم فقد يشتد الحال قبل بداية مفعول الدواء.
ومن جهة أخرى قد تنشأ مخاوف لدى الأهالي حول إدمان الطفل المريض بالسرطان على العقاقير المخدرة، ويربطون بين استعمالها والحاجة إلى زيادة جرعاتها بمرور الزمن و بين الإدمان، إلا أن الدراسات الطبية أثبتت أن تناول هذه العقاقير لتخفيف الألآم عند السرطان، لا يسبب الإدمان إن تم تناولها حسب الجرعات الموصوفة من قبل الطبيب المختص.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال