بدأت صيغة الجبهة في سوريا بالتخلخل وتدخلت جهات أمنية وخلافات داخلية في إحداث انقسامات عديدة في جميع أحزابها فصارت أحزاباً ضعيفة وفقدت ثقة الناس الذين مع الزمن صاروا يتندرون بأنها ديكور سيامي عن تعددية سياسية غير موجودة فعلاً.
أما العلاقات مع المعسكر الاشتراكي فصارت محكومة بمصالح الدولة ولا تستهدي الفكر الماركسي وعملياً كانت السياسة السورية الجديدة تقوم على صيغة جديدة (علاقات معقولة مع السوفيات وعلاقات مقبولة مع الأميركيين) لا السوفيات يشعرون بالغربة ولا الأميركان يشعرون بالقهر.
هذه السياسة المعتدلة كانت محل قبول من المعسكرين ومن حزب البعث نفسه الذي يرفض أعضاؤه التبعية للسوفيات أو الالتحاف بالأميركيين..
استطاع حكم الرئيس حافظ الأسد استعادة دور سورية العربي ودورها الدولي فأوقف الصراع على سورية الذي كان علامة بارزة منذ الاستقلال ولم يعد هناك التأثير الهام للمراكز الهاشمية أو السعودية أو المصرية في السياسة الداخلية في سورية.
كما أن الصراع الأجنبي للسيطرة على سورية جنح للاعتدال فلا السوفيات صاروا يبحثون عن سورية تابعة ولا الأميركيون يريدون سورية في الجيب الأميركي وكان هذا من إيجابيات حكم الرئيس الأسد بلا جدال.
في كل هذه الأحداث التي مرت على سورية منذ استقلالها يمكن للمحلل السياسي أن يلاحظ وجود دور أساسي للقوات المسلحة في جميع ما نشأ من أحداث.
حول دور القوات المسلحة في أي بلد توجد عدة مدارس وطرق لتحديد هذا الدور يمكن الاستهداء بها في مجال اختيار الدور لأي بلد حسب أوضاعه ودرجة تطوره وحضور الديمقراطية فيه.
التسميات
البعث