اهتمام الإسلام بالنظافة.. النظافة إحدى العناصر المهمة في تكوين الجانب الصحي وتجعل الإنسان بمأمن من التلوث بالأمراض السارية والأوبئة الفتّاكة

"لقد عني الإسلام بالطهارة والنظافة عناية بالغة لأن النظافة إحدى العناصر المهمة في تكوين الجانب الصحي، وتجعل الإنسان بمأمن من التلوث بالأمراض السارية والأوبئة الفتّاكة.
قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)  [المدثر:4 - 5] }
أَيْ طَهِّرْ نَفْسَكَ مِنَ الذُّنُوبِ، وَأَصْلِحْ عَمَلَكَ، وَطَهِّرْ ثِيَابَكَ بِالمَاءِ مِمَّا لَحِقَ بِهَا مِنَ النَّجَاسَةِ. وَاتْرُكْ عِبَادَةَ الأَصْنَامِ، وَأَقْلِعْ عَنِ المَعَاصِي التِي تُوصِلُكَ إِلَى عَذَابِ النَّارِ فِي الآخِرَةِ .[1]  
وعلينا أن نغرس في أطفالنا حب النظافة ونشعرهم بأهميتها الكبيرة.فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): "تَنَظَّفُوا "[2]
وعَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ طِيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنَاءَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ، وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ تَجْمَعُ الأَكْنَافَ فِي دُورِهَا، قَالَ خَالِدٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص)،إِلا أَنَّهُ قَالَ: نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ"[3].
ومن واجب المربين أن يعلموا أولادهم أن النظافة نوعان :
أ- نظافة السرائر: وتتمثل في تطهير القلب والصدر من الأخلاق المذمومة مثل الكذب والحقد والحسد.
ب- نظافة الظاهر: مثل نظافة الجسم بالاغتسال وتقليم الأظافر والحلق ونظافة الثوب ونظافة الأسنان." [4]
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) :« عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ وَالاِسْتِنْشَاقُ بِالْمَاءِ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ ». قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ.[5]
انتقاص الماء:أراد انتقاص البول بالماء إذا غسل المذاكير به،وقيل:هو الانتضاح به.
البراجم:العقد التى فى ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ واحدتها برجمة
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ rذَاتَ لَيْلَةٍ بِالْعَشَاءِ،فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ الصَّلاَةَ فَقَدْ رَقَدَ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ (ص) وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً وَهُوَ يَقُولُ: لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا هَذِهِ الصَّلاَةَ.[6]
ففي السواك فوائد منها:
1- "نظافة الأسنان بإزالة العوالق بينها.
2- تقوية اللثة "[7]
ونعلمه الاستنجاء وأهميته، وأيضاً نعلم أطفالنا بعض الآداب عند قضاء الحاجة منها:
1- "أن يدخل الطفل الحمام برجله اليسرى ويخرج منه برجله اليمنى.
2- أن يقول دعاء دخول المرحاض ،ودعاء الخروج منه" [8]
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ كَانَ النَّبِىُّ (ص) إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ »[9].
 وعَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ،فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ:كَانَ رَسُولُ اللهِ (ص)، إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ.[10]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص): إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ، فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ فَلاَ يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَلاَ يَسْتَدْبِرْهَا، وَلاَ يَسْتَطِبْ بِيَمِينِهِ، وَكَانَ يَأْمُرُ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ، وَيَنْهَى عَنِ الرَّوْثِ، وَالرِّمَّةِ.[11]
[1]- أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 5377).
[2]- الزُّهْدُ لِوَكِيعٍ (288 ) صحيح مرسل.
[3]- مسند أبي يعلى الموصلي(791) فيه ضعف.
[4]- سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 436-441. حلبي، عبد المجيد طعمه، التربية الإسلامية للأولاد منهجاً وهدفاً وأسلوباً،ص 95-98.
[5]- صحيح مسلم- المكنز - (627).
[6]- صحيح ابن حبان - (4 / 400) (1533) صحيح.
[7]- سميح أبو مغلي وآخرون، تربية الطفل في الإسلام، ص69.
[8]- إبراهيم الخطيب،زهدي محمد عيد، تربية الطفل في الإسلام،ص81.
[9]- صحيح البخارى- المكنز - (142).
[10]- صحيح ابن حبان - (4 / 292) (1444) صحيح.
[11]- صحيح ابن حبان - (4 / 288) (1440) صحيح.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال