هناك إجماع دولي على خطورة المخدرات لما لها من انعكاسات سلبية على الفرد والمجتمع، لذلك سنت قوانين وعقوبات زجرية تتراوح بين السجن والإعدام في العديد من دول المعمور. إلا أنه، ومنذ عقد ونيف، لوحظ انتشار رهيب لأخطر أنواع المخدرات شيوعا وهي الأقراص المهلوسة (القرقوبي) الذي ضرب بقوة أسوار المؤسسات التعليمية، وهز أركان الأحياء الشعبية والصفيحية، فأصبحت تعيش على صفيح ساخن بدءا بجرائم النشل والاغتصاب بما في ذلك الأطفال، ومرورا بجرائم القتل والقتل ضد الأصول، وانتهاء باستغلال الخلايا الأصولية المتطرفة لهؤلاء المدمنين وتحريضهم ضد الوطن الذي يضمنا جميعا، متناسين أن حب الأوطان من الإيمان.. وبذلك عشنا لنرى قنابل بشرية تخرج من بين الحشود لتنفجر بعشوائية في أي مكان. وإذا رجعنا إلى سيرة هؤلاء الانتحاريين سنرى أن من بينهم شبابا أدمنوا على (القرقوبي) في ما سبق.
القرقوبي يدمر الأجهزة العصبية للإنسان، ويفقد العقل السيطرة على باقي الأعضاء التنفيذية للجسم خصوصا اليدين لتنطلق منهما أبشع الجرائم التي عرفها المغرب الجديد، و ما جريمة سيدي مومن الأخيرة إلا غيض من فيض، حيث أقبل شاب على قتل عائلته دفعة واحدة بساطور وببرودة أعصاب.
لقد تحولت عائلة المدمن إلى جحيم لا يطاق لينتشر في الحي كما تنتشر النار في الهشيم أمام تزايد أعداد المدمنين الذين تتشكل منهم النواة الأولى لعصابات النشل والاغتصاب والسطو المسلح، وهلم جرا.
هذا الجيل الجديد من المدمنين أصبح يشكل عبئا ثقيلا على الأسرة والمجتمع، وفرخ حشدا كبيرا من الفاشلين، وروع أمن المسالمين، بل و امتد إلى أمن الدولة دون الخوض في الانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة سواء منها الثقافية، الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية والرياضية. الأمر الذي يفرض على جميع مكونات المجتمع المغربي، من جهات وصية ومجتمع مدني ونخبة مثقفة ومجالس مننتخبة وأحزاب سياسية التي أصبحنا نقرأ على صفحات جرائدها تورط بعض أطرها في علاقات مشبوهة مع أباطرة المخدرات. إن التجند في خندق واحد ليس باعتماد المقاربة الأمنية فقط، وإنما إنقاذ هؤلاء الشباب الذين هم في الأول وفي الأخير أبناؤنا وإخواننا.
التسميات
مخدرات